في خضم تصاعد التوترات على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي، تتزايد الجهود الدولية، بقيادة الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للصراع المتواصل. وبينما تتقلب أجواء المفاوضات بين التفاؤل والتشاؤم، يظهر بصيص أمل بفرصة حقيقية لوقف إطلاق النار، وسط تعقيدات ميدانية وشروط متبادلة تعكس طبيعة النزاع الطويل.


تتأرجح أجواء المفاوضات بشأن التهدئة بين لبنان وإسرائيل بين بوادر انفراج وأخرى تشير إلى تعقيدات قد تعرقل الوصول إلى اتفاق ينهي النزاع المستمر منذ الثامن من أكتوبر 2023، والذي شهد تصعيدًا ملحوظًا بعد منتصف سبتمبر الماضي.  

الموقف على الأرض يتزامن مع تصعيد إسرائيلي كبير، ورغبة واضحة من الإدارة الأميركية الحالية بقيادة جو بايدن، وكذلك الإدارة القادمة بقيادة دونالد ترامب، لإنهاء هذا الصراع سريعًا.  

فرصة للتوصل إلى تهدئة
مصادر لبنانية أكدت لـ"سكاي نيوز عربية" وجود فرصة جدية لتحقيق وقف لإطلاق النار، لافتة إلى أن الولايات المتحدة نقلت للمسؤولين اللبنانيين رغبة إسرائيلية في التوصل إلى اتفاق.  

ووفقًا للمصادر، يرفض لبنان مقترحًا يمنح إسرائيل حرية الحركة العسكرية، ويطالب بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، مع ضمانات دولية لمنع أي اعتداء مستقبلي. كما دعا لبنان إلى تشكيل لجنة دولية لمراقبة تنفيذ القرار الدولي 1701.  

وينص المقترح الأميركي على تحديد موعد لوقف إطلاق النار، يتزامن مع انتشار الجيش اللبناني في الجنوب كقوة وحيدة مسؤولة عن الأمن، مع تعزيز دور قوات "يونيفيل". كما يشمل المقترح حصر السلاح بيد الجيش اللبناني باعتباره الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بالتحرك عسكريًا في الجنوب.  

البنود الإشكالية
الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل أوضح في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" أن المقترح الأميركي يحتوي على نقاط إيجابية، لكنه يشمل أيضًا بنودًا وصفها بـ"المتفجرة"، مثل منح إسرائيل حق "الدفاع عن النفس"، وهو ما لن يقبله لبنان. وأضاف:  

- لبنان يرحب بالمسعى الأميركي باعتباره القناة الوحيدة للتواصل مع إسرائيل.  
- إسرائيل تناور بالموافقة على المقترح لكنها تستمر بتنفيذ أجندتها العسكرية.  

موقف إسرائيل
من جهته، أشار الصحفي والمحلل الإسرائيلي جاك خوري إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرغب في إبرام الاتفاق، لكنه يضع شروطًا واضحة، أبرزها منع عودة حزب الله إلى المناطق الحدودية.  

وأكد خوري أن قضية تسليح حزب الله تعد مسؤولية إيران وليس الدولة اللبنانية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تواجه ضغطًا داخليًا كبيرًا لوقف الحرب في الوقت الحالي.  

اقتراب اتفاق رغم التعقيدات
في ظل هذه التطورات، يقترب لبنان وإسرائيل من اتفاق تهدئة رغم التباينات الجوهرية، وسط استمرار المساعي الأميركية لتقريب وجهات النظر، وتحقيق استقرار نسبي في جنوب لبنان.


المصدر : سكاي نيوز عربية