حسين عطايا - ناشط سياسي


ثمة أزمة ثقة بين لبنان " حزب الله "  وإسرائيل حول مفاوضات وقف إطلاق النار للحرب الدائرة في لبنان، مع كل غارة جديدة تقوم بها طائرات العدو الصهيوني، ومع كل قرية أو منطقة تسقط امام جنود العدو تزيد شروطها  وتزداد وتيرة الشروط، وهي تضغط أكثر فأكثر في الميدان، كما تزداد شهيتها في دخول مناطق جديدة لتُخضعها لسلطة قواتها آملة أن تُشكل زيادة في الضغط أكثر فأكثر على حزب الله تدفعه للتنازل في ساحات الجبهة المفتوحة مما يؤثر بالسياسة ويُسهل الموافقة على شروط نتنياهو وحكومته.

من هنا أتت ورقة أو مسودة الاتفاق التي كانت قد سلمتها السفيرة الأمريكية في بيروت " ليزا جونسون " يوم الخميس الماضي لرئيس مجلس النواب "نبيه بري"، والتي بدوره أرسل منها نسختين واحدة لقيادة حزب الله الحالية ولرئيس حكومة تصريف الاعمال "نجيب ميقاتي"، ووعد ان يُسلم الرد اللبناني نهار الاثنين "أي غداً"، وقد وردت بعض المعلومات من واشنطن أن الوسيط الأمريكي "آموس هوكستين" سيصل للبنان نهار الثلاثاء القادم للبحث في بعض المقترحات او التحفظات اللبنانية ومن ثم ينتقل الى تل ابيب ليلتقي رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين  نتنياهو وفريقه  المكلف التواصل مع الامريكيين حول موضوع صفقة الحل مع لبنان.

هنا لابد من الإشارة ان مسودة ورقة الحل التي تسلمها الرئيس بري أتت بعد يوم من لقاء الرئيس الامريكي المنتخب "دونالد ترامب" مع الرئيس الحالي المنتهية ولايته "جو بايدن"، وقد نُقل عن موافقة ترامب على استكمال الوساطة الامريكية، كما أن المعلومات الآتية من واشنطن تحدثت عن وجود وزير الشؤن الاستراتيجية في حكومة العدو "رون دريمر" خلال الفترة ذاتها  وقام بعدة اتصالات ولقاءات حول الصفقة المرتقبة بين لبنان واسرائيل، وقد صدر أكثر من تصريح لمسؤلين إسرائيليين عن قرب التوصل لحل للحرب الدائرة مع لبنان.

لذا، قد تكون هي المرة الأولى التي اقترب فيها التوصل لحل وقد تكون قد ضاقت أكثر فاكثر مساحة الخلافات على التوصل لحل، وفي ذات الوقت تعمد القوات الاسرائيلية على الضغط اكثر في الميدان وفي استهدافاتها على مجمل الأراضي اللبنانية لاسيما في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، وذلك من خلال اشتداد عمليات القصف الجوي على مناطق الضاحية وزيادة إنذارات الاخلاء التي يوزعها الناطق باسم جيش العدو.

هذا الأمر يرخي بثقله على لبنان مما يضع حزب الله تحت الضغط الجدي ومن خلفه إيران لإرغامهما على تنازلات حقيقية في ميدان السياسة توصلاً لحلول في ظل الضربات المتزايدة والتي تُرخي بثقلها على الوضع في لبنان نتيجة الأزمات والمصاعب التي تعانيها إدارات الدولة اللبنانية والشعب اللبناني والكلفة الباهظة التي يتكبدها لبنان الشعب والدولة.

من هنا، وفي تصريحه الأخير لوحظ تغيير في لهجة  الرئيس نبيه بري في انتقاله من التشاؤل إلى التفاؤل وهذا ما يُبين عن بعض التقدم في الحلول التي قد تكون باباً للتوصل إلى حل للحرب الدائرة.

(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News")

 


المصدر : Transparency News