إسرائيل تُحرق الميدان وتُربك حزب الله
منذ 2 ساعة
لاشك أن التصعيد الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية والذي بلغ ذروته في اليومين الماضيين، وكان يوم أمس في أوجه، والذي يبدو قد أسقط كلياً كل الخطوط الحمراء بما فيها استهدافات العاصمة بيروت، حيث لم يبقى الوضع محصور في الضاحية أو مناطق الجنوب والبقاع بل تعداه إلى قاب العاصمة بيروت، وأتى استهداف الناطق الإعلامي لحزب الله في منطقة رأس النبع والتي تُعتبر أحد الأحياء المكتظة سكانياً وسكانها من البيارتة الأصليين وما نتج عنها العديد من تساؤلات المواطنين، ومن ثم أتى استهداف أحد القياديين العسكريين لحزب الله حين استهدفت شركة ماضي للتكنولوجيا في شارع مار الياس والذي أدى الى حريق كبير في المبنى وأن القائد العسكري المستهدف هو منسق جبهة الجنوب في حزب الله "محمود ماضي" والذي عُين أخيراً بعدما تم اغتيال القيادات في الصف الأول والثاني.
هذا التصعيد يهدف إلى مزيد من الضغط على حزب الله لتجرع كأس السم والقبول بالورقة الامريكية، وبذلك تكون إسرائيل قد وصلت إلى أهدافها في سلب حزب الله ما تيسر لها من أوراق قوة وفرض ضغط كبير عليه وعلى من تبقى في بيئته الحاضنة والتي أصبحت اليوم بمجملها نازحة وقراها ومدنها مدمرة.
خصوصاً أن التصعيد يأتي قبل ساعات من وصول الموفد الأميركي "آموس هوكستين"، ومساءً تناقلت المعلومات عن تسليم حزب الله رئيس مجلس النواب نبيه بري رده على الورقة الأمريكية.
هذا الأمر يؤكد أن إسرائيل تستعمل كل الوسائل الإجبار حزب الله ومن خلفه إيران للموافقة على البنود الثلاثة عشر التي تضمنتها الورقة الأمريكية والتي تسلمها رئيس البرلمان اللبناني نهار الخميس الماضي من السفيرة الأمريكية ليزا جونسون .
في هذا الإطار، تناقلت بعض المعلومات أن الرد اللبناني إيجابي على الرغم من أن الملاحظات التي سجلها حزب الله والرئيس بري هي شكلية فقط وبالتالي الرد البناني على تلك الورقة هو بالموافقة وليس بالرفض، وهنا يكون لبنان قد أحرج بنيامين نتنياهو وحكومته وسحب من يديه أية فرصة للتهرب من الحل والتوصل لوقف إطلاق النار، وهذا ما يسهل عملية التفاوض التي يقوم بها الوسيط الأمريكي هوكستين والذي من المتوقع أن يصل يوم غد الثلاثاء إلى بيروت ومن المتوقع أن ينتقل مساءً إلى تل أبيب أو يصلها نهار الأربعاء آتياً من بيروت، وإن صدقت المعلومات بأن هوكستين سينتقل من تل أبيب إلى باريس نهار الخميس القادم ليعلن الاتفاق على وقف إطلاق النار وتبدأ محادثات تطبيق الاتفاق وبدء انتشار الجيش اللبناني واليونيفل مجدداً في مناطق الجنوب لمراقبة الانسحاب الإسرائيلي من الأراض التي دخلتها في جنوب لبنان وكذلك الإشراف على انسحاب ماتبقى من مقاتلي حزب الله واسلحتهم الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني.
هذا الأمر متروك للساعات والأيام القادمة لتبيان الحقيقة أو عدمها من التوصل لصفقة وقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية على لبنان.
(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News")
المصدر : Transparency News