في اكتشافٍ يثير تساؤلات حول مستقبل الإبداع الأدبي، كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة بيتسبرغ أن البشر يجدون صعوبة بالغة في التمييز بين الشعر الذي كتبه إنسان وبين ما كتبه الذكاء الاصطناعي. بل إن المفاجأة الأكبر كانت أن الكثيرين فضلوا الشعر الذي أنتجته الآلات على قصائد الشعراء الكلاسيكيين المعروفين.


وأظهرت الدراسة التي شملت عينة واسعة من المشاركين أنهم عجزوا عن التمييز بين قصائد كتبها عمالقة الشعر مثل شكسبير وبين قصائد أخرى أنتجها الذكاء الاصطناعي بشكل مقنع. هذا يعني أن الآلات أصبحت قادرة على محاكاة الأسلوب الشعري البشري بدقة متناهية، مما يفتح آفاقاً جديدة حول إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية.

لماذا يفضل الناس شعر الذكاء الاصطناعي؟

يرجع السبب الرئيسي في تفضيل المشاركين للشعر الذي كتبه الذكاء الاصطناعي إلى بساطته ووضوحه. فالشعر الذي يكتبه الإنسان غالباً ما يكون أكثر تعقيداً ويحمل العديد من الطبقات المعنوية، مما قد يجعل القارئ العادي يشعر بالحيرة. على عكس ذلك، فإن الشعر الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي يتميز ببساطة لغته ووضوح معانيه، مما يجعله أكثر جاذبية للكثيرين.

كما كشفت الدراسة أن التعقيد الذي يميز الشعر البشري قد تم تفسيره خطأ على أنه دليل على أن النص كتب بواسطة آلة، مما يعكس سوء فهم عميق لطبيعة الإبداع الشعري.

تداعيات هذا الاكتشاف

يفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة للنقاش حول دور الذكاء الاصطناعي في المجالات الإبداعية، ويثير تساؤلات حول طبيعة الإبداع نفسه. هل الإبداع هو قدرة حصرية للإنسان، أم يمكن للآلات أن تتعلم وتبتكر؟

كما يطرح هذا الاكتشاف تحديات جديدة للمجتمع الأدبي، حيث يتعين على النقاد والباحثين إعادة النظر في معاييرهم لتقييم الشعر، وربما تطوير أدوات جديدة للتمييز بين الشعر البشري والشعر الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي.


المصدر : وكالات