العلماء يقتربون من فك لغز إبطاء الشيخوخة وتحسين أنظمة تنظيف الدماغ
منذ 2 ساعة
تُعد الشيخوخة عملية طبيعية حتمية، إذ تتدهور الأنظمة الداخلية للجسم مع مرور الزمن، بغض النظر عن نمط الحياة. ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى إمكانية إبطاء هذه العملية من خلال تحسين فهمنا للعوامل البيولوجية المرتبطة بالشيخوخة.
تقدر قيمة سوق منتجات مكافحة الشيخوخة، بما في ذلك كريمات العناية بالبشرة وحقن البوتوكس، بنحو **25.9 مليار دولار** في عام 2023، مع توقعات بنمو سنوي يبلغ 7.3% حتى عام 2030. إلا أن هذه المنتجات، رغم شعبيتها، لا تقدم حلولًا جذرية لمواجهة آثار الشيخوخة البيولوجية.
وفقًا للخبراء، تعتمد الشيخوخة البيولوجية على عمليتين رئيسيتين: **التآكل الخلوي**، بما في ذلك ظهور الطفرات الجينية وتقصير أطراف الكروموسومات (التيلوميرات)، و**ضعف قدرة الجسم على التخلص من الخلايا والبروتينات التالفة**. يرتبط هذا الخلل أيضًا بأمراض التنكس العصبي مثل ألزهايمر وباركنسون، حيث يؤدي تراكم البروتينات الضارة إلى تفاقم تدهور الدماغ.
دراسة حديثة تقدم بارقة أمل
في دراسة أجريت عام 2024 بمركز "روتشستر" الطبي في الولايات المتحدة، اكتشف العلماء دور الأوعية اللمفاوية في إزالة النفايات من الدماغ. أظهرت التجارب على الفئران المسنة انخفاضًا بنسبة **63%** في معدل التخلص من النفايات مقارنة بالفئران الصغيرة. ويرجع ذلك إلى ضعف تقلصات الأوعية اللمفاوية المسؤولة عن تنظيف الدماغ مع تقدم العمر.
تقنية جديدة لتحفيز إزالة النفايات
قام الباحثون باستخدام مادة **البروستاغلاندين F2α**، المعروفة بدورها في تحفيز تقلص العضلات الملساء، لتعزيز كفاءة الأوعية اللمفاوية لدى الفئران. ونجح العلاج في زيادة تدفق السائل النخاعي المحمل بالبروتينات الضارة إلى مستويات قريبة من تلك الموجودة في الفئران الصغيرة.
مستقبل واعد
رغم أن التقنية لم تُختبر بعد على البشر، يأمل العلماء أن تُسهم هذه الآلية في تحسين أنظمة تنظيف الدماغ وتقليل مخاطر الخرف والأمراض المرتبطة بالشيخوخة. في حال نجاحها، قد تشكل هذه الدراسة خطوة هامة نحو معالجة التدهور المعرفي المرتبط بالعمر، وإطالة فترة الشباب الحيوي للبشر.
المصدر : روسيا اليوم