وسط تصعيد عسكري متواصل جنوب لبنان، وفي ظل استمرار القصف الإسرائيلي الذي يطال المدنيين وقوات الجيش اللبناني و"اليونيفيل"، تتسارع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة. زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت تأتي في إطار مساعٍ حثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تمسك لبنان بسيادته وتنفيذ القرار الدولي 1701. ومع ذلك، يبقى المشهد معقداً بين التصعيد الميداني والتقدم الحذر في المفاوضات.


على وقع زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، تجدد التصعيد الإسرائيلي مساء أمس باستهداف مركز للجيش اللبناني في بلدة الصرفند، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بين العسكريين والمدنيين. كذلك، طالت الهجمات قوات "اليونيفيل"، حيث أصيبت في ثلاثة حوادث منفصلة جنوب لبنان، ما أدى إلى إصابة ستة من أفراد حفظ السلام.

 جهود التهدئة وسط التصعيد
زيارة هوكشتاين جاءت في إطار محاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تمسك لبنان بتنفيذ القرار الدولي 1701 كاملاً. وفيما وصف الموفد الأميركي زيارته بالإيجابية، مؤكداً أن "الحل أصبح قريباً"، تبقى الأجواء ملبدة بالشكوك، خصوصاً مع استمرار التصعيد الميداني ومحاولات إسرائيل خلق حزام أمني خالٍ من الجيش اللبناني و"اليونيفيل".

التقى هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي وصف الوضع بأنه "جيد مبدئياً"، مع بقاء بعض التفاصيل قيد النقاش. كما التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي شدد على أولوية وقف العدوان الإسرائيلي وحفظ السيادة اللبنانية.

 الضغوط الإسرائيلية والتحديات اللبنانية
مصادر مطلعة أكدت رفض لبنان لأي مقترحات أميركية تنتهك سيادته، فيما تتزايد المخاوف من نوايا إسرائيل الاستمرار في الحرب لتحقيق أهداف استراتيجية أوسع، من تفكيك منظومة حزب الله إلى فرض حصار شامل على لبنان.

وفيما يستمر القصف الإسرائيلي على الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، تواصل المقاومة الرد باستهداف مواقع إسرائيلية حيوية وتجمعات عسكرية، مؤكدةً تصعيد العمليات العسكرية في مواجهة العدوان.

 آفاق الحل والمخاوف
في موازاة الجهود الأميركية لتحقيق وقف إطلاق النار، تبقى المخاوف من تعثر الاتفاق قائمة، في ظل تصريحات إسرائيلية مشككة في إمكانية تحقيقه. الخارجية الأميركية أكدت أن الاتفاق "قابل للتحقيق" لكنه يتطلب تعاون الجانبين، مع التشديد على تطبيق القرار 1701.

يبقى الجنوب اللبناني محور التطورات العسكرية، حيث تشير المعطيات إلى استمرار إسرائيل في التصعيد الميداني، بينما تواجه جهود الوساطة اختباراً حقيقياً في تحقيق هدنة دائمة تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.


المصدر : صحيفة "الأنباء"