خاص- سلاح حزب الله: بين وهم الدفاع عن لبنان وحقيقة المكتسبات الطائفية
منذ 4 ساعة
على مدى عقود، روّج “حزب الله” لرواية تفيد بأن سلاحه وُجد حصريًا لحماية لبنان، وأنّ العدو الإسرائيلي "اوهن من بيت العنكبوت” ومصيره إلى زوال، متعهّدًا بتدمير هذا الكيان بفضل ترسانة صاروخية متطورة. منذ عام 2006، يُقدّم الحزب نفسه كحامي الجنوب اللبناني، مستندًا إلى ما وصفه بـ”قوة الردع”. لكن هل هذه السردية صامدة أمام الواقع؟
تظهر الوقائع أنّ خطاب الدفاع عن لبنان لم يكن سوى غطاء لخدمة مكتسبات طائفية داخليًا، تحديدًا للطائفة الشيعية. فالاستقرار في الجنوب، الذي اعتُبر ثمرة “قوة الردع”، لم يتحقق بفعل السلاح بل بفضل التوازنات الدولية التي منعت اندلاع حرب شاملة في المنطقة منذ حرب 2006.
الأحداث الأخيرة، خصوصًا بعد فتح جبهة الإسناد في ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣، كشفت ضعفًا عميقًا في بنية حزب الله. فالتنظيم الذي كان يُقدّم نفسه كقوة منيعة أظهر هشاشة على المستويات الاستخباراتية، الأمنية، والعسكرية. ليس فقط أنه عاجز عن حماية لبنان، بل بات واضحًا أنه غير قادر على حماية نفسه.
مع التصعيد الأخير وما شهده الجنوب من دمار وتشريد، أصبح السلاح الذي لطالما قُدّم كوسيلة لحماية الشيعة في لبنان خطرًا وجوديًا عليهم. خيارات حزب الله، التي تُدار من طهران، وضعت القرى الجنوبية في مواجهة مصير مأساوي نتيجة قرارات انتحارية لا تأخذ مصالح اللبنانيين في الاعتبار.
السردية التي رُوّج لها لعقود تتهاوى اليوم أمام اختبار الواقع. السلاح الذي كان يُفترض أن يحمي لبنان بات عامل تهديد لوحدته واستقراره، خصوصًا للطائفة الشيعية التي دفعت الثمن الأكبر. السؤال المطروح اليوم: هل يستمر هذا المسار الانتحاري، أم أنّ الوقت حان لإعادة النظر في الخيارات المصيرية والعودة الى كنف الدولة؟