"لو كُنتُ أعلم (٢)"... قريبًا على الشاشات
منذ 4 ساعة
يمكن القول أن في مجريات الحرب القائمة بين إسرائيل وحزب الله، تعرّض الحزب لضربة قاضية، إنّما لم تأتِ من اسرائيل العدوّة، بل جاءت من الحزب تجاه نفسه، مع اختيار الشيخ نعيم قاسم في منصب أمين عام الحزب. وما عزّز هذه الفرضيّة هي إطلالاته للتّطرّق إلى المستجدّات السياسية والعسكرية.
في كلمته الأخيرة، قرّر قاسم "أن يكون هناك مساران يسيران معاً"، المسار الأوّل للمفاوضات الغير مستقرّة والمسار الآخر للميدان الثابت والمستمرّ. فليخبره أحد أنّ المسار الثاني الذي يتبعه تمّ قطعه وتفجيره، إلى درجة أن الإسرائيليين ينشرون صوراً وفيديوهات لهم من داخل القرى الجنوبية، وحسب ما يُنقل، يقتربون من فصل القطاعات الثلاثة في الجنوب عن بعضها، كمحاولة لوقف الإمدادات عن المقاومة ودفعها نحو الإستسلام.
ولأن الحروب تقاس بنتائجها، فإن التقدّم البرّي الملحوظ من الجانب الإسرائيلي وعجز المقاومة عن ردعه، قطعاً لا يصبّ في إنجازات الحزب. وإذا كان قياس الحروب بمقدار الخسائر البشرية والماديّة، فقد أخطأ قاسم بالتوجّه نحو العدّو وسؤاله عن مدى خسائره، لأن ما تكبّده الحزب بشكل خاص، ولبنان بشكل عام، يفوق كثيراً مقدار الخسائر لدى الجانب الآخر. ونضيف مقياساً آخر في نتائج الحرب، هي الشروط التي يفرضها الطرف الأقوى على الطرف الأضعف في نهاية كلّ حرب. إذ تبيّن من خلال المفاوضات أن الشروط فرضتها اسرائيل لتقول للمقاومة إمّا عليك القبول وإمّا نكمل الحرب، بغضّ النظر عن قدرة الأطراف على الإكمال فيها، ما يكفي أن اسرائيل وضعت المقاومة في خانة الطرف الأضعف.
وكي نمنحه حقّه في الخطاب الأخير، ردّد الشيخ نعيم أن "المقاومة ليست جيشاً"، إذاً فلتسرتح المقاومة ولتقدّم الراحة والعافية لبيئتها وللشعب اللبناني بأكمله، بأن تتنحّى وتفسح المجال للجيش للدفاع عن الوطن والسيادة اللبنانية، على الأقلّ أن الجيش يملك الشرعية ويحظى بالدعم المؤسساتي والدعم الدولي، وقادر على ردع العدوان الذي فشلتم في احتوائه، بقدر ما فشلتم في إسناد غزّة.
(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News")
المصدر : Transparency News