في رسالة مؤثرة بمناسبة عيد الاستقلال، عبّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن حزنه العميق لما يمر به لبنان من ويلات الحرب والدمار، مشيراً إلى أن هذه الغصة توازيها أخرى بسبب غياب رئيس للدولة للسنة الثالثة على التوالي، واستمرار حالة الفوضى في ممارسة السلطة وعمل المؤسسات.


وأكد الراعي أن "لبنان لا يقوم إلا بالإرادة الواحدة المشتركة، وأن الاستقلال هو ثمرة هذه الإرادة المشتركة التي لا يمكن أن تدوم إذا ما تراخت أو تفككت". ودعا إلى توحيد إرادة اللبنانيين لمواجهة المأساة الوطنية التي تعصف بالبلاد، والتي تتجلى في مشاهد القتل، الحرب، التدمير، والتشرد والنزوح.

وشدد البطريرك على أن لبنان المستقل يجب أن يكون وطنًا موحدًا يقوم على رسالة حضارية وإنسانية، ويثبت مكانته كمختبر للقاء الثقافات والأديان ومركزًا للحوار الإنساني، محذرًا من مخاطر الانقسامات الطائفية والسياسية.

وأضاف: "اللبنانيون جميعًا مدعوون في هذه المناسبة إلى تجديد ثقتهم بهذا الوطن الفريد وببعضهم البعض، مهما كانت التباينات في الآراء".

وختم الراعي بالدعاء من أجل أن تزهر دماء الشهداء استقلالًا حقيقيًا يحصنه نظام قائم على القانون والمؤسسات، وعلى رأسها رئيس للجمهورية يعمل على تعميق الوحدة الوطنية، وإطلاق ورشة الإصلاح وإعادة الإعمار واستعادة الثقة الداخلية والخارجية.


المصدر : Transparency News