مارون مارون


اتفاق وقف إطلاق النار الذي بات على نار حامية بين إسرائيل وإيران ممثلةً ب "حزب الله"، ليس سوى اتفاق يرقى الى مستوى الهزيمة والإستسلام والإذعان بالكامل لإسرائيل، فكل ما رفضه "حزب الله" وافق عليه ضمن الصفقة المنوي الإعلان عنها وتتلخص بما يلي:
- رضخ "المحور" للتفاوض تحت النار بعدما أعلن مراراً ألا تفاوض في ظل الأعمال العسكرية.
- تم فصل جبهة الجنوب عن غزّة خلافاً لرغبة الممانعة التي أعلنت بأعلى الصوت أنه لا فك للإرتباط بين الجبهتين.
- احتفظ الجيش الإسرائيلي لنفسه بحريّة الحركة مُتحرراً من أية قيود، وهذا ما رفضه المحور، إلا أنه عاد ورضخ.
- الجيش الإسرائيلي باقٍ في الجنوب لغاية 60 يوماً، ولن ينسحب إلا بعد التنفيذ الكامل لبنود الإتفاق، ومن ضمنها منع عناصر "حزب الله" من العودة إلى قراهم، وبالتالي سقوط مقولة أن هؤلاء المقاتلين هم أبناء هذه البلدات وسيعودون إليها.
- لم يشمل إتفاق وقف النار إطلاق سراح أسرى "حزب الله" لدى إسرائيل وعددهم كبير، في وقت لا رهائن لإسرائيل لدى "حزب الله".
- رفض "حزب الله" ان يرأس لجنة المراقبة جنرالاً أميركياً كون أميركا داعم أساسي لإسرائيل، ثم عاد ورضخ.
هذا عدا عن الخسائر الفادحة التي تكبّدها على كافة المستويات بالمقارنة مع ما لحق بإسرائيل.
باختصار، إن الإتفاق ضَمنَ راحة إسرائيل من خلال تمتّعها بحريّة الحركة وسحب السلاح من جنوب الليطاني، وعليه مَن يضمن راحة اللبنانيين وأمنهم وسلامهم في ظل سلاح ينفّذ أجندات إيرانية ويخطف لبنان واستقراره؟
- "حzب الله" وعد بيئته ومَن يدورون في فلكه باجتياح الجليل والدخول إلى المستوطنات، فبات طموحه الأقصى  عدم وصول الجيش الإسرائيلي إلى نهر الليطاني. 
إنها مهزلة العصر أن يضمن لبنان أمن إسرائيل وما يُريحها، ولا مَن يضمن أمن  اللبنانيين واستقرارهم وسلامهم، وما أوردته أعلاه عن استسلام "المقاومة" ليس سوى ما قاله الراحل السيّد حسن نصرالله وليس ابتكاراً او اختراعاً منّا... إنه الواقع والحقيقة والهزيمة وذلك استناداً لما أعلنه نصرالله في آخر خطاب له، أي في 19 أيلول 2024 حيث اعتبر ان تطبيق القرار 1701 هو استسلام وخروج من المعركة... نعم، حزب الله رفع الراية البيضاء وأراح إسرائيل، فيما لا زال يرفع راية السلاح في الداخل اللبناني باتفاق مع نتنياهو وماكرون، إلا أن ما من شجرة عانقت السماء، والأكيد أن هذا السلاح آيل إلى الفناء... والسلام.


المصدر : Transparency News