وسط تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل و"حزب الله"، تلوح في الأفق بوادر اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية أميركية ومواكبة فرنسية، وبشروط تضمن انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية، وانتشار الجيش اللبناني و"اليونيفيل" في المناطق الجنوبية. وبينما ينتظر لبنان التصديق الرسمي من الجانب الإسرائيلي، يأمل اللبنانيون في أن تكون هذه المبادرة خطوة نحو إنهاء حرب دموية استمرت لأكثر من شهرين وأودت بحياة الآلاف، وسط دمار واسع وآلام مستمرة.


أكدت مصادر حكومية لبنانية أن الأجواء الإيجابية التي ظهرت عصر الاثنين تشير إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، برعاية أميركية ومواكبة فرنسية، وبموافقة رسمية لبنانية. ويشمل الاتفاق أبرز البنود التالية: انسحاب مقاتلي "حزب الله" إلى شمال الليطاني، وحصر التواجد العسكري في المنطقة بالجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل"، تحت إشراف لجنة دولية برئاسة جنرال أميركي.

 

وأضافت المصادر أن تنفيذ الاتفاق يتوقف على التزام إسرائيل بوقف العمليات العسكرية وفقاً للقرار الدولي 1701، وسط مساعٍ لطرح هدنة لمدة 60 يوماً تُقسم إلى مراحل، تتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجياً من الأراضي اللبنانية كل 20 يوماً، وانتشار الجيش اللبناني و"اليونيفيل" مكانه، بالتزامن مع انسحاب كامل لمقاتلي "حزب الله" بأسلحتهم من جنوب الليطاني.

 

وينتظر لبنان تصديق الحكومة الإسرائيلية على مسودة الاتفاق عصر الثلاثاء، ليتم إبلاغ الجانب اللبناني رسمياً عبر الولايات المتحدة. وعندها، ستجتمع حكومة تصريف الأعمال اللبنانية لإقرار الاتفاق، على غرار ما حدث مع القرار 1701 في عام 2006.

 

وكشفت مصادر خاصة أن الاتفاق يتضمن ملحقات غير مكتوبة. على الجانب اللبناني، تتزامن فترة الـ60 يوماً مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة. أما على الجانب الإسرائيلي، فهناك ضمانات أميركية لتنفيذ الاتفاق في حال حدوث أي خلل من الجانب اللبناني.

 

في غضون ذلك، تستمر العمليات العسكرية بين إسرائيل و"حزب الله"، مع قصف إسرائيلي للجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، ورد الحزب بضربات تستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة وصولاً إلى العمق الإسرائيلي.

 

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن حصيلة الضربات الإسرائيلية على لبنان منذ 8 أكتوبر 2023 بلغت 3768 قتيلاً و15699 جريحاً حتى يوم الاثنين. وبين دوي الصواريخ وإزالة الركام، يأمل اللبنانيون في أن تكون المسافة الزمنية نحو التهدئة قصيرة، بعد حرب استمرت أكثر من شهرين منذ 23 سبتمبر الماضي.

 

 


المصدر : وكالات