لأول مرة.. سلوك غير مألوف للذئاب الإثيوبية: تتغذى على رحيق الأزهار

وعلى مدار أربعة أيام متتالية، تمت ملاحظة ستة ذئاب إثيوبية وهي تتغذى على الأزهار، حيث كانت تلعق الأزهار المليئة بالرحيق بشكل فوضوي، ما أدى إلى تغطية أنوفها بكميات كبيرة من حبوب اللقاح.

ومع انتقالها من زهرة إلى أخرى، كانت تلك الذئاب تنقل حبوب اللقاح بين الأزهار، مما يجعلها تلعب دورًا محتملاً في التلقيح.

وقال البروفيسور كلاوديو سيليرو، مؤسس ومدير برنامج الحفاظ على الذئاب الإثيوبية في جامعة أكسفورد: "لقد اكتشفت رحيق زهرة النار الإثيوبية عندما رأيت أطفال الرعاة في جبال بالي يلعقون الأزهار".

وفي وقت قصير، جربت أنا أيضًا رحيقها، وكان حلوًا ولذيذًا. وعندما رأيت الذئاب تفعل الشيء نفسه، أدركت أنها تستمتع حقًا بهذا المصدر غير العادي للطاقة".

ويعد هذا الاكتشاف ذو أهمية خاصة، حيث يعد أول تسجيل معروف لحيوان مفترس كبير يتغذى على الرحيق.

ورغم أن التلقيح بواسطة الثدييات غير الطائرة ليس أمرًا نادرًا – مثلما يحدث مع الكائنات الصغيرة مثل الجرذان أو الطيور – إلا أن هذه الظاهرة في حيوان مفترس كبير، لا سيما في نوع غالبًا ما يتغذى على اللحوم، يعد أمرًا نادرًا للغاية.

من المثير أيضًا أن السلوك الذي تم توثيقه قد يكون مثالًا على التعلم الاجتماعي بين الذئاب، حيث لوحظ أن البالغين كانوا يصطحبون الأشبال إلى حقول الزهور ويعلمونها كيفية الحصول على الرحيق.

الذئب الإثيوبي هو نوع مهدد بشدة ويُعد من أندر الأنواع في العالم، حيث يُقدر أن عدد أفراده لا يتجاوز 500 فرد فقط، موزعة في 99 قطيعًا في مناطق محدودة في المرتفعات الإثيوبية. وهو يُعتبر أخطر حيوان مفترس في إفريقيا، ويواجه تهديدات كبيرة بسبب فقدان موطنه وتجزئته.

وأكدت الدكتورة ساندرا لاي، الباحثة ما بعد الدكتوراه في برنامج الحفاظ على الذئاب الإثيوبية، أن "هذه الاكتشافات تبرز كم لا يزال أمامنا من تعلم عن أحد أكثر الحيوانات المهددة في العالم، كما تُظهر تعقيد التفاعلات بين الأنواع المختلفة التي تعيش في هذا النظام البيئي الفريد والمهدد".

المصدر : وكالات