مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، شهد جنوب لبنان مشهدًا متناقضًا بين عودة مكثفة للنازحين إلى قراهم وبلداتهم، وتحذيرات إسرائيلية مشددة من الاقتراب من المناطق الأمامية. وفيما تسعى القوات اللبنانية لاستكمال انتشارها في الجنوب وفق تكليف حكومي، يطرح الاتفاق تساؤلات حول مدى صموده في ظل أجواء التوتر المستمرة.


مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله عند الساعة الرابعة فجرًا، شهد جنوب لبنان تدفقًا واسعًا لسيارات النازحين العائدين إلى قراهم وبلداتهم، رغم تحذيرات الجيش الإسرائيلي من العودة إلى المناطق الأمامية.  

تحركات على الأرض
أفاد الجيش اللبناني بأن قواته تعمل على استكمال انتشارها في الجنوب، تنفيذًا لتكليف الحكومة اللبنانية، داعيًا المواطنين إلى التريث في العودة إلى المناطق الأمامية لحين انسحاب القوات الإسرائيلية.  

في العاصمة بيروت، بدأت الآليات بإزالة الركام في الضاحية الجنوبية، وفق ما أفاد مراسلنا، بينما خلت الأجواء اللبنانية من حركة الطيران الحربي الإسرائيلي والطائرات المسيّرة.  

عودة مكثفة إلى المناطق الجنوبية 
أفاد مراسلون بتوافد آلاف اللبنانيين إلى منازلهم في جنوب البلاد، حيث شهدت القرى والبلدات الجنوبية، بما فيها النبطية وصور وصيدا، زحمة سير مكثفة مع عودة النازحين محملين بمقتنياتهم الشخصية. وشوهدت عشرات السيارات تغادر مدينة صيدا الساحلية باتجاه الجنوب.  

في النبطية، التي تعرضت لدمار شبه كامل، عادت مئات العائلات إلى ديارها، في حين استقبلت قرى قضاء صور وصيدا أعدادًا كبيرة من النازحين القادمين من مناطق لبنانية مختلفة.  

تحذيرات إسرائيلية
وجه الجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع بدء الهدنة، تحذيرات للنازحين من العودة إلى القرى التي طلب منهم إخلاؤها أو الاقتراب من مواقعه المنتشرة في الجنوب. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن القوات الإسرائيلية ستبقى في مواقعها وفقًا لبنود الاتفاق، محذرًا من أي خرق محتمل.  

وقف إطلاق النار: تساؤلات حول الصمود
الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ بعد 14 شهرًا من القتال المتواصل، ينص على هدنة أولية لمدة شهرين، تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية إلى جانبها من الحدود، مع إنهاء حزب الله وجوده المسلح في الجنوب.  

وأعلنت إسرائيل أنها تحتفظ بحق الرد في حال خُرق الاتفاق، بينما ستشرف لجنة دولية بقيادة الولايات المتحدة على مراقبة الالتزام به، في وقت تثار فيه تساؤلات حول إمكانية صمود هذه الهدنة وسط التوترات الإقليمية المستمرة.  


المصدر : سكاي نيوز عربية