بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، أظهرت بعض المناطق في لبنان مظاهر احتفالية احتفاءً بالهدنة التي أنهت أشهرًا من التوتر والقتال. ولكن بين الاحتفالات والزينة، تظل الحقيقة المرة أن البلاد ما زالت تحت وطأة الدمار، والآلام التي خلفتها الحرب. ورغم تظاهر البعض بالفرح، فإن الواقع القادم يحمل تحديات كبيرة تتطلب أكثر من مجرد هدنة، بل ضرورة إعادة بناء لبنان على أسس من القانون والإصلاحات الجذرية التي تنهي عهد الفساد والهدر.


شهدت بعض المناطق مظاهر احتفالية عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، حيث أطلق البعض الرصاص ابتهاجًا، بينما جلس آخرون يستمتعون بتدخين النرجيلة فوق أنقاض الركام.

ورغم أن هذه التصرفات قد تبدو كاحتفالات بالانتصار، إلا أنها تكشف عن تراجع في الفهم الحقيقي للانتصار، وتناقض مع الواقع الصعب الذي تعيشه البلاد.

صحيح أن وقف إطلاق النار جاء بعد 14 شهرًا من التوترات والنزاع، إلا أن الشعور بالفرح بين بعض الفئات قد يبدو مبالغًا فيه، خصوصًا في ظل التدمير الذي حل بالجنوب اللبناني والدماء التي سالت. هذه اللحظات قد تكون عابرة، لكن الغد سيكون مليئًا بالتحديات: صور الأحباء الذين فقدناهم، القرى والبلدات المدمرة، والاقتصاد الذي تكبد خسائر جسيمة.

المستقبل يتطلب أكثر من مجرد وقف للنار، بل حاجة ملحة لإعادة بناء الدولة على أسس من القانون والمؤسسات. ولن يتحقق ذلك دون تطبيق إصلاحات حقيقية، وإنهاء زمن الفساد والهدر الذي كان سائدًا قبل بدء التصعيد في 7 أكتوبر.


المصدر : وكالات