أحدثت دراسة سريرية جديدة ثورة في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، حيث كشفت عن فعالية غير مسبوقة لحقنة جديدة في الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس الفتاك.


أجريت الدراسة في جامعة إيموري، وأظهرت أن حقنة تحتوي على الدواء الجديد "ليناكابافير"، والتي تُعطى مرتين سنويًا فقط، تقلل من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة مذهلة تصل إلى 96%. هذه النسبة تفوق بكثير فعالية الأدوية الفموية المضادة للفيروسات، مثل "تروفادا"، والتي تُعرف باسم "أدوية الوقاية قبل التعرض".

على الرغم من فعالية الأدوية الفموية المضادة للفيروسات، فإنها تتطلب التزامًا صارمًا من قبل المريض بتناولها يوميًا وبانتظام. أي انقطاع في تناول الدواء يقلل بشكل كبير من فعاليته في الوقاية من الإصابة بالفيروس.

الحقنة الجديدة: حل أكثر فعالية وأقل تعقيدًا

تعتبر الحقنة الجديدة "ليناكابافير" خطوة كبيرة إلى الأمام في مكافحة الإيدز، حيث أنها تقدم حلاً أكثر فعالية وأقل تعقيدًا مقارنة بالأدوية الفموية اليومية. فبفضل جرعتين سنويتين فقط، يمكن للأشخاص المعرضين للخطر الحصول على حماية عالية المستوى ضد الفيروس.

وتمثل هذه الدراسة خطوة كبيرة نحو توفير خيارات علاجية أفضل، خاصة للفئات الأكثر تأثرا بالفيروس.

على سبيل المثال، أظهرت الدراسة أن ما يزيد عن 50% من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة في الولايات المتحدة في عام 2022 كانت بين الرجال المثليين، وأن 70% منهم كانوا من السود أو ذوي الأصول اللاتينية، وهي الفئات التي قد تواجه صعوبات في الوصول إلى العلاج الفموي بانتظام.

ومع اكتمال التجارب السريرية وتقديم نتائجها لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، من المتوقع أن تتم الموافقة على استخدام الدواء بحلول عام 2025.

وهذا العلاج يقدم أملا جديدا للأشخاص الذين لا يمكنهم الالتزام بتناول الأدوية الفموية يوميا، مما قد يساهم في تقليل عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة بشكل كبير على المستوى المحلي والعالمي.

 


المصدر : وكالات