حزب الله وإعلان النصر.. استراتيجية تُكرّر و"إيغو" متضخم
منذ 2 ساعة
عسكرياً، تعرض حزب الله لسلسلة ضربات موجعة منذ اندلاع المواجهة، أبرزها اغتيال كبار قادته مثل حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. كما سيطرت القوات الإسرائيلية على مناطق عدة جنوب لبنان، بما فيها شمع، على بعد 6 كيلومترات من الحدود، وطوّقت بلدات استراتيجية مثل الناقورة والخيام. كل هذا تزامن مع خسائر بشرية ومادية هائلة في مناطق نفوذ الحزب.
وفيما انطلقت الحرب تحت شعار وقف العدوان على غزة، اختتمت بوقف إطلاق نار بشروط قاسية على الحزب، بينما استمرت العمليات الإسرائيلية في غزة دون تغيير.
لماذا يعلن حزب الله "النصر" دائمًا؟
رغم التناقض بين الوقائع الميدانية وإعلانات النصر، يحرص حزب الله على هذا الخطاب لعدة أسباب:
-
سيكولوجيا الجماعة
تُعزى هذه الظاهرة إلى سيكولوجيا الجماعات الأيديولوجية، حيث يشكل الشعور بالقوة والتفوق جزءاً أساسياً من هويتها. في هذا السياق، يصبح إعلان النصر أداة لتعزيز الروح المعنوية وضمان تماسك القاعدة الشعبية. -
التأويل السياسي
حزب الله بارع في إعادة تفسير الوقائع لصالحه. على سبيل المثال، تعهد إسرائيل بالانسحاب من لبنان، وهو هدف لم يكن ضمن خططها، أُعيد تأويله كإنجاز استراتيجي للمقاومة. -
الحفاظ على امتياز السلاح
إعلان النصر يُستخدم داخلياً لإبقاء مشروعية السلاح في مواجهة أي دعوات داخلية لتسليمه أو تقنين استخدامه. وفي ظل الحديث عن بنود اتفاق الهدنة التي تضمنت تراجع الحزب شمال الليطاني، تبرز أصوات لبنانية تتساءل عن جدوى احتفاظ الحزب بترسانته العسكرية.
"الإيغو" المتضخم
تشير هذه الاستراتيجية إلى نمط "الشمولية ذات الإيغو المتضخم"، حيث لا يمكن للجماعة أن تعترف بالهزيمة. استناداً إلى مقاربة الفيلسوف أومبرتو إيكو في مقاله "الفاشية الأبدية"، الجماعات الشمولية تحتقر الضعف، وترفض الإقرار بالخسارة، إذ ترى أن صورتها كقوة لا تُقهر ضرورية لبقائها.
بين الواقع والتحديات القادمة
رغم الادعاءات، تبدو نتائج الحرب بالنسبة لحزب الله كوثيقة استسلام فرضت قيودًا على حركته في الجنوب اللبناني. ومع ذلك، يستدير الحزب نحو الداخل اللبناني ليواصل خطاب الانتصار، بهدف الالتفاف على التداعيات الميدانية والسياسية، وحماية امتيازاته.
في ظل هذا المشهد، يبقى السؤال: هل ستنجح الأطراف اللبنانية في استثمار اللحظة لمطالبة الحزب بتغيير نهجه، أم أن خطاب النصر سيستمر في فرض الهيمنة؟
المصدر : Transparency News + وكالات