تعيش سوريا مرة أخرى أجواء الحرب مع تصاعد المواجهات العسكرية في ريفي حلب وإدلب، حيث شنت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً واسعاً، أدى إلى سيطرتها على عشرات القرى واقترابها من مدينة حلب.


ودفع هذا الهجوم المفاجئ الجيش السوري إلى استدعاء تعزيزات عسكرية، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف المتصارعة وتزايد التوتر بين اللاعبين الإقليميين والدوليين.

تصعيد ميداني وتوترات إقليمية

هذا الهجوم المفاجئ دفع الجيش السوري إلى استدعاء تعزيزات عسكرية، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف المتصارعة وتزايد التوتر بين اللاعبين الإقليميين والدوليين. الباحث السياسي محمود الأفندي أشار إلى أن الهجوم كان مخططاً منذ أشهر لكنه تأجل بفعل ضغوط تركية، لافتاً إلى أن أنقرة أعطت الضوء الأخضر لتنفيذه عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

وأوضح الأفندي أن هيئة تحرير الشام تستخدم أسلحة متطورة، بعضها قد يكون من مصادر أوكرانية، ما يعكس تحولاً في مستوى الدعم الذي تتلقاه.

تركيا بين الضغط والتفاوض

فيما يتعلق بالدور التركي، يرى الأفندي أن أنقرة تستخدم الورقة العسكرية للضغط على دمشق ضمن مفاوضات التطبيع التي تقودها روسيا. لكنه شدد على أن دمشق ترفض أي حوار دون ضمانات بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.

تردد روسي ودور غامض لأميركا

أما عن الموقف الروسي، فروسيا تبدو حذرة في تدخلها، حيث كان القصف الروسي على مواقع المعارضة محدوداً مقارنة بالسنوات السابقة. وعلى الجانب الأميركي، من المتوقع أن تبقى واشنطن لاعباً في الملف السوري، مع احتمالية استخدامه كورقة ضغط في المفاوضات مع موسكو.

سيناريوهات المستقبل

يعتقد الأفندي أن التصعيد قد يستمر مع تعقيد الأوضاع، خاصة مع اقتراب هيئة تحرير الشام من مناطق حساسة مثل مدينة حلب. كما لم يستبعد لجوء روسيا إلى تصعيد عسكري واسع إذا استمر تهديد الأمن الإقليمي والسوري.

الحل السياسي في مواجهة النار

رغم التصعيد، يؤكد الأفندي أن الحل السياسي يبقى الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة السورية. لكنه شدد على ضرورة التوصل إلى توافق إقليمي ودولي لضمان استقرار الأوضاع وإنهاء معاناة الشعب السوري.

الوضع في سوريا يتأرجح بين تصعيد ميداني يعيد ذكريات الحرب، ومفاوضات سياسية لا تزال بعيدة عن تحقيق تقدم ملموس، فيما يظل المدنيون في مواجهة الخطر الأكبر.


المصدر : وكالات