تتصاعد الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحركة حماس، وسط تعقيدات سياسية وضغوط داخلية وخارجية. في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف الإسرائيلية بشأن مصير الأسرى المحتجزين لدى حماس، تبرز انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب إدارته للملف، بينما تسعى الإدارة الأميركية إلى تحقيق اختراق دبلوماسي في ظل تعقيدات المشهد الميداني والسياسي في غزة.


تواصل الولايات المتحدة جهودها لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بالتزامن مع مساعي لتبادل الأسرى. في هذا الإطار، تعمّق القلق داخل إسرائيل، لا سيما بين عائلات الأسرى، مع تزايد المخاوف من احتمال فقدان حركة حماس السيطرة على الأسرى أو تعرضهم للأذى وسط الفوضى المتصاعدة.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن المؤسسة الأمنية تحذر من أن تفكيك حماس قد يؤدي إلى انهيار الجهة الوحيدة القادرة على إطلاق سراح الأسرى، مما يعقد المشهد بشكل أكبر.

رسائل من فريق ترامب للأسرى

في تطور لافت، أبلغ مقربون من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عائلات الأسرى، ومن بينهم عيدان ألكسندر الذي ظهر في تسجيل مصور بثته حماس، بأن ترامب يولي اهتمامًا كبيرًا بإبرام صفقة لتحرير الأسرى قبل تسلمه الرئاسة في يناير المقبل. في الفيديو، انتقد ألكسندر إدارة الرئيس بايدن لفشلها في التعامل مع القضية، مناشدًا ترامب التدخل شخصيًا.

انتقادات داخلية لنتنياهو

داخليًا، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقادات حادة بسبب إدارته لملف الأسرى. اللواء المتقاعد إسحاق بريك اتهم نتنياهو بـ"التخلي عن الأسرى مرتين"؛ الأولى أثناء عملية خطفهم، والثانية عندما رفض التفاوض لإطلاق سراحهم حفاظًا على استقرار حكومته.

موقف الإدارة الأميركية وحماس

على الجانب الأميركي، أكد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان استمرار الجهود للوصول إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس، لكنه أشار إلى أن المحادثات لم تثمر حتى الآن عن نتائج ملموسة. وأضاف أن العمل جارٍ بشكل مكثف لتحقيق تقدم.

من جهتها، أعربت حركة حماس عن استعدادها لمناقشة جميع الاقتراحات التي تهدف إلى إنهاء الحرب، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي من غزة، عودة النازحين، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.

جهود إقليمية متعثرة

ورغم الوساطات المكثفة من الولايات المتحدة، مصر، وقطر خلال الأشهر الأخيرة، فإن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار لم تحقق نجاحًا. وبرزت تعقيدات إضافية بسبب رفض نتنياهو الانسحاب العسكري من غزة، مما أبقى الأوضاع مشحونة وأعاق أي تقدم ملموس نحو إنهاء التصعيد.

في ظل هذه المعطيات، يظل ملف وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى محور الجهود الدولية والإقليمية، وسط حالة من الترقب لتطورات الأيام القادمة.


المصدر : وكالات