ترامب ودوره في دفع إسرائيل نحو وقف النار مع حزب الله
02-12-2024 03:12 PM GMT+02:00
لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، الذي رعته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، صامدًا، بفضل مجموعة من العوامل السياسية والعسكرية. وجاء هذا الاتفاق نتيجة جهود مكثفة قادها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، إلى جانب عوامل محلية وإقليمية حاسمة أسهمت في إنهاء المواجهات.
من أبرز هذه العوامل، الإنجازات العسكرية الإسرائيلية، التي شملت تدمير 80% من صواريخ حزب الله وتفكيك بنيته التحتية. كذلك، كان اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، نقطة تحول، حيث أزال عقبة أمام التوصل إلى اتفاق. وفي الوقت نفسه، أبدى اللبنانيون رغبتهم في إنهاء النزاع، في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبلاد.
على الجانب الإسرائيلي، لعب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دورًا محوريًا في الموافقة على وقف إطلاق النار، على الرغم من معارضة داخلية من بعض أعضاء ائتلافه. وأدرك نتنياهو أن القضاء على حزب الله بالكامل أمر غير ممكن، وأن إضعافه عسكريًا هو الهدف الواقعي، ما دفعه إلى اتخاذ القرار، خاصة مع التوقعات بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الأمر الذي قد يعيد تشكيل السياسات الإقليمية.
دعم أميركي وتحديات مقبلة
وفقًا لما كتبه المبعوث الأميركي السابق دنيس روس في صحيفة التايمز البريطانية، فإن نجاح إسرائيل في تحقيق مكاسب عسكرية ضد حزب الله وإيران، التي تعتبر الحزب "جوهرة التاج" في محور المقاومة، كان حاسمًا. كما أن الاتفاق فتح الباب أمام تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص على نزع السلاح جنوب نهر الليطاني.
من جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة معاريف أن أي طرف سياسي إسرائيلي لا يمتلك أغلبية واضحة لتشكيل حكومة جديدة، ما يعزز رغبة الحكومة الحالية في تجنب انتخابات مبكرة. وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن نتنياهو يحاول تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على ائتلافه اليميني المتشدد ومتطلبات العلاقة مع الولايات المتحدة.
تأثير ترامب والخيارات الصعبة
مع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد يجد نتنياهو نفسه أمام قرارات معقدة. ترامب، الذي يُنظر إليه كحليف قوي لإسرائيل، قد يطالب بإنهاء الحرب في غزة، وهو ما قد يؤثر على حسابات الحكومة الإسرائيلية. وفي هذا السياق، قد يسعى نتنياهو إلى مقايضة سياسية مع واشنطن، تركز على البرنامج النووي الإيراني مقابل مرونة في الملف الفلسطيني.
يُعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان اختبارًا حقيقيًا لاستراتيجيات نتنياهو والتوجهات الأميركية في المنطقة. ورغم الإنجازات العسكرية الإسرائيلية، فإن التحديات السياسية الداخلية والخارجية ما زالت تلقي بظلالها على المشهد. وفي الوقت الذي تبدو فيه القرارات المستقبلية معقدة، يبقى التوازن بين المصالح الداخلية والتحالفات الدولية مفتاح الاستقرار في المرحلة المقبلة.
المصدر : وكالات