بعد أقل من أسبوع على دخوله حيز التنفيذ، يواجه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان انتهاكات متبادلة تهدد بانهياره، حيث أن الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان وردود حزب الله، إلى جانب التصعيد الكلامي والسياسي من الطرفين، دفعت واشنطن وباريس إلى التدخل العاجل دون وضوح في إمكانية احتواء الوضع.


فيما سجل لبنان وفرنسا والولايات المتحدة عدة انتهاكات إسرائيلية، بما في ذلك تحليق طائرات مسيرة فوق بيروت، حذرت واشنطن إسرائيل من الاستمرار في خرق الاتفاق. كما أكد المبعوث الأمريكي الخاص، عاموس هوكشتاين، على ضرورة الالتزام بالتفاهمات، بينما أصدرت باريس تحذيرًا مماثلًا بعد رصد 52 انتهاكًا إسرائيليًا للهدنة.

إسرائيل تبرر والجيش يواصل القصف
رد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بأن وجود عناصر حزب الله جنوب الليطاني يمثل انتهاكًا جوهريًا للاتفاق، مؤكدًا أن العمليات الإسرائيلية رد فعل على "استفزازات" حزب الله. بالتزامن، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استمرار هجماته على مواقع في لبنان، مستهدفًا منشآت عسكرية تابعة لحزب الله في البقاع ومنطقة الهرمل.

حزب الله يرد بقصف تحذيري
في أول إعلان رسمي لخرق الاتفاق من جانبه، أطلق حزب الله قذيفتين صاروخيتين على مواقع إسرائيلية في جبل روس. وبرر الحزب ذلك بالانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي تشمل استهداف المدنيين والغارات الجوية، مؤكدًا أن الرد كان تحذيريًا.

تصعيد داخلي في إسرائيل
في الداخل الإسرائيلي، تصدرت المعارضة الدعوات لتوسيع الرد ليشمل الحكومة اللبنانية. وأكد زعيم حزب "معسكر الدولة"، بيني غانتس، أن عدم الرد بقوة سيعيد إسرائيل إلى دائرة "الضعف"، بينما طالب آخرون بضربات شديدة تعيد الردع لإسرائيل.

البنتاغون: الهدنة ما زالت قائمة
رغم التصعيد، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن وقف إطلاق النار "صامد"، على الرغم من الحوادث المتكررة، داعية الأطراف إلى ضبط النفس.

وسط هذه الأجواء المتوترة، يبدو أن مصير الاتفاق مرتبط بقدرة الأطراف المعنية على تجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تكون لها تداعيات كارثية على لبنان والمنطقة بأسرها.


المصدر : Transparency News + وكالات