استحقاق رئاسي معقد بأبعاد دولية
03-12-2024 07:54 AM GMT+02:00
كانت المعارضة اللبنانية تعتزم تحويل الجلسة التشريعية الأخيرة إلى جلسة انتخابية، إلا أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي استبق الموقف بتحديد موعد انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل. بهذا القرار، نجح برّي في تهدئة المعارضة وتخفيف الضغط عن زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، الذي جاء ليعزز المبادرة الدولية بشأن الملف الرئاسي.
الديناميات الداخلية: حسابات الربح والخسارة
أعاد برّي توجيه النقاش السياسي من صراعات مرتبطة بحزب الله إلى مسألة الرئاسة، مما دفع المرشحين الموارنة إلى الانخراط في لعبة التسميات واحتساب الأصوات. في هذا السياق، تكثفت الزيارات إلى عين التينة، حيث استعرض مرشحون محتملون برامجهم وطلبوا دعم برّي، مع استمرار تعدد الأسماء داخل الكتل النيابية نفسها.
التفاهمات الدولية: ماكرون وبن سلمان
في الساحة الدولية، تترقب الأوساط اللبنانية نتائج اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث يُتوقع أن يتصدر الملف اللبناني النقاشات. ورغم ذلك، لم تتطرق زيارة لودريان الأخيرة إلى أسماء محددة للمرشحين، مما يعكس استمرار الغموض في الموقف الدولي.
محاور النقاش الداخلي
تشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن ملف الرئاسة يشهد نقاشات مكثفة بين مختلف القوى، تترافق مع سلسلة اجتماعات. يُسجل لجبران باسيل مرونته الدبلوماسية عبر جولاته الخارجية واتصالاته مع مصر والسعودية. وفي المقابل، تُحكم القوات اللبنانية سيطرتها على المعارضة، لكنها تواجه تحديات في الحفاظ على تماسك صفوفها.
الأسماء المطروحة والضغوط الدولية
لا يزال ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون في الواجهة، وسط إصرار أميركي على انتخابه. ومع ذلك، تسود خلافات داخلية حول بعض المرشحين، مثل العميد جورج خوري، الذي يحظى بدعم برّي، لكنه يلقى رفضاً مسيحياً. أما السعودية، فتروج لأسماء أخرى مثل الوزير السابق ناصيف حتي.
مواقف حزب الله والرهانات الإقليمية
حزب الله لم يكشف أوراقه بشكل كامل، لكنه يشير إلى أن المرحلة تجاوزت ترشيح سليمان فرنجية، كما يضعف احتمال دعم قائد الجيش. تتجه الأنظار إلى مرشحين آخرين مثل اللواء الياس البيسري، بينما تستمر اللعبة السياسية مرهونة بتطورات إقليمية، منها الوضع في سوريا والمفاوضات الإيرانية الأميركية.
رغم تأكيد انعقاد جلسة الانتخاب، يبقى انتخاب الرئيس غير محسوم. الاستحقاق الرئاسي يتأثر بعوامل داخلية ودولية معقدة، منها التطورات في المنطقة والمواقف الأميركية والفرنسية والسعودية، مما يجعل الأشهر المقبلة حاسمة في صياغة ملامح المرحلة المقبلة في لبنان.
المصدر : وكالات