خلف الحبتور: لبنان يحتاج إلى جيل جديد لبناء الوطن من تحت الركام
03-12-2024 10:09 AM GMT+02:00
كل الأنظار تتجه اليوم إلى لبنان، البلد الذي لطالما أثبت قدرته على النهوض من تحت الركام. لكن الواقع يقول إن لبنان لن ينهض طالما بقي رهينة الطبقة السياسية القديمة والأحزاب البائلة، التي أثبتت ولاءها للمصالح الضيقة وفشلها في تحقيق أي تغيير حقيقي، وقد حان للتخلص منها نهائياً.
الأمل الحقيقي للبنان يكمن في شبابه، هؤلاء الوطنيون الشجعان الذين يعشقون تراب وطنهم بإخلاص ولا يساومون في مصلحته. شباب يتمتعون بالكفاءة والعزيمة اللازمة للتغلب على التحديات وإعادة بناء الدولة على أسس صحيحة. لبنان بحاجة إلى دمّ جديد، إلى قيادة شابة ونزيهة تحوّل طموحات الشعب إلى واقع وتواجه التحديات بروح المسؤولية.
آن الأوان أن تترك الطبقة التقليدية الساحة لجيل جديد يحمل على عاتقه همّ الوطن ومستقبله. لبنان يحتاج إلى قادة يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، بعيداً عن الولاءات الحزبية والمصالح الشخصية. وهم موجودون وأصواتهم مسموعة.
أتمنى أن أرى لبنان يتعلم من تجارب دول مجلس التعاون الخليجي، حيث قادت الحكمة والعدالة إلى نهضة شاملة واستقرار دائم.
ولكي تكون عملية إعادة الإعمار شفافة وفعالة، يجب أن تتولى الدول الداعمة الإشراف المباشر على المشاريع التي تمولها، لضمان تنفيذها بما يخدم مصلحة الشعب اللبناني.
لبنان لا يحتاج فقط إلى إعادة بناء البنية التحتية، بل إلى جيل شاب شجاع يقود مسيرته نحو مستقبل مشرق. هؤلاء الشباب هم الأمل والطريق نحو لبنان الجديد.
وكان قد قال في منشور سابق:
انتشار صور قادة الميليشيات المسلحة على طريق المطار في بيروت يعيد إلى الأذهان مشاهد الاستفزاز التي اعتادها اللبنانيون في سنوات سابقة. هذه المظاهر لا تعكس إلا استمرار النهج الذي يفرض فوقية معينة.
على اللبنانيين، إذا كانوا فعلاً غير راضين عن هذه الظواهر، أن يتحركوا بأسلوب حضاري وقانوني لإزالتها. لا يجوز أن تظل المساحات العامة وسيلة لإثبات الهيمنة أو تعزيز الانقسامات.
اليوم، بعد المتغيرات الأخيرة، على اللبنانيين أن يظهروا أن الخوف الذي كان يخيم على حياتهم قد أصبح من الماضي. هذا وقت الوحدة والعمل لاستعادة وجه لبنان الحقيقي كدولة تحتكم للقانون وتحترم الجميع. القرار بأيديكم، فاغتنموه بحكمة.