تُعد البطاطس من أكثر المحاصيل الزراعية شهرة وأهمية في العالم، لكنها تحمل تاريخًا طويلًا ومثيرًا مليئًا بالمفاجآت. من كونها نباتًا سامًا في الطبيعة إلى لعبها دورًا محوريًا في إنقاذ شعوب من المجاعات، سافرت البطاطس عبر القارات لتصبح عنصرًا غذائيًا أساسيًا وتاريخيًا في حياة البشر.


قد تبدو البطاطس اليوم واحدة من أكثر الأطعمة شيوعًا، لكنها تحمل تاريخًا طويلًا ومعقدًا. تعود أصول هذا النبات إلى جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية، حيث زرعها شعب الإنكا منذ 8000 عام قبل الميلاد. في تلك الفترة، كانت البطاطس البرية تحتوي على سموم طبيعية للدفاع ضد الفطريات والبكتيريا. وبفضل براعة سكان جبال الأنديز، طُورت أنواع أقل سمية، لكن الأصناف السامة ما زالت مفضلة في مناطق مثل بوليفيا لقدرتها على مقاومة الصقيع.

وصلت البطاطس إلى أوروبا في القرن السادس عشر عبر الإسبان، وربما عبر المستكشف البريطاني والتر رالي الذي روّج لها كعلاج لبعض الأمراض. بحلول منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت البطاطس غذاءً أساسيًا في أيرلندا، لكنها كانت أيضًا مصدرًا لأزمة كبرى خلال مجاعة عام 1845، عندما تعرضت محاصيلها للآفات.

تُعد البطاطس اليوم خامس أكبر محصول غذائي عالمي بعد الأرز والقمح والذرة وقصب السكر، وتتميز بقدرتها على إنتاج طاقة حرارية عالية لكل فدان. كما أنها أقل عرضة للتلف بسبب حماية درناتها تحت الأرض، ما يجعلها موردًا غذائيًا مقاومًا للكوارث. يحتوي مركز البطاطس الدولي في بيرو على حوالي 5000 نوع من هذا المحصول الذي يُعد منقذًا للشعوب من المجاعات عبر التاريخ.


المصدر : روسيا اليوم