أكد الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، خلال كلمة بمناسبة حملة إعادة الإعمار "وعد والتزام"، أن الصمود الأسطوري للمجاهدين في مواجهة الجيش الإسرائيلي أذهل العالم، "فهم كانوا على الحافة الامامية ببسالة وشجاعة".


وأشار قاسم إلى أن إسرائيل كانت تهدف للقضاء على المقاومة، لكن الأخيرة واجهتها بمعركة "أولي البأس" وسجلت انتصارًا تاريخيًا.

وأوضح قاسم أن ثلاثة عوامل أساسية ساهمت في تحقيق النصر، أبرزها وجود المقاومين الاستشهاديين في الميدان وصمودهم، بالإضافة إلى استعادة بنية القيادة والسيطرة التي مكنت الحزب من إدارة المعركة بشكل فعال. كما شدد إلى أن دماء الشهداء وصمود الشعب اللبناني كانا من العوامل الحاسمة لتحقيق الانتصار، مشيرًا إلى أن الوحدة الوطنية اللبنانية لعبت دورًا كبيرًا في مواجهة

وتطرق قاسم إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه ليس اتفاقًا جديدًا، وليس قائمًا بذاته، والقرارات ذات الصلة الواردة في ال 1701 لها آلياتها ومنها استعادة لبنان لحدوده خلال الفترة الزمنية المحددة. وقال: "رأينا حوالي 60 خرقا اسرائيليًا وزيادة والمقاومة تعطي فرصة لانجاح الاتفاق، ونعتبر أن الدولة مسؤولة عن متابعة الخروق مع اللجنة المشرفة على الاتفاق. نتابع في كل المجالات السياسية والاجتماعية والمقاومة والثقافية والصحية وسنقيم ما مررنا به من أزمات وحرب ونستفيد من الدروس والعبر للتطوير والتحسين في كل المجالات".

وتابع قاسم: "قرر حزب الله خلال شهر تشرين الثاني صرف هدية مالية من الحزب وإيران وكانت قيمتها تتراوح بين الـ300 والـ400 دولار أميركي لكل عائلة نازحة وحتى مساء الجمعة بلغت قيمة المبلغ المدفوع 57 مليون دولار ومرحلة الإيواء والإعمار هي وعد والتزام من نصرالله خلال فترة مساندة غزة وشعار الحملة هو وعد والتزام. النازحون هم الثروة الكبيرة التي كانت إلى جانب المقاومة وتدعمها فهؤلاء هم أشرف الناس وأطهر الناس فشكرا لكم. شكرًا لمن استضاف النازحين وللجهات المختلفة التي دعمت سواء كانت على مستوى حكومي ومدني وشكرًا للدول التي ساعدت وقدم المساعدات".
 
وأكد أن "مرحلة الإيواء والإعمار هي وعد والتزام  ولا نرضى لأهلنا أن يكونوا نازحين في أماكن عامة أو في مكان يكون فيه عبئًا على الآخرين بل نريد لهم أن يكونوا أعزاء خاصة الذين وجدوا بيوتهم مدمرة كليا او جزئيا". 

وقال: "بطبيعة الحال، الحكومة لديها أيضًا برنامج عمل، هي معنية أن ترفع الأنقاض وتُعالج مسألة البنى التحتية وأيضًا أن تضع برنامج لكلفة ترميم المنازل وإعادة الإعمار. بمعنى آخر، نحن سنكون يدًا بيد مع الحكومة اللبنانية، أي سنساعد في ترميم العطاءات وفي الإعطاء المناسب إذا افترضنا أنّ ما تُقدّمه الحكومة كان فيه بعض النواقص في بعض المجالات، لكن بالأساس سيكون الترميم وإعادة الإعمار من متابعات الحكومة ونحن إلى جانبها". 

ودعا "الدول من الأشقاء العرب والدول الصديقة للمساهمة في الإعمار، وهنا نقول على الدولة اللبنانية أن تُبرز مساهماتهم الكريمة ونحن نشكرهم سلفًا. كما ندعو إلى أوسع مشاركة مجتمعية واغترابية وعربية وإسلامية وعالمية على المستوى الشعبي من أجل هذه المشاركة وهذا شرف لكل من ساهم في إعادة الإعمار في بلدة أو قرية أو حي أو شارع أو مبنى. إعادة الإعمار هو تثبيت لدعائم الانتصار وهو مكرمة للمساهمين في سجل مواجهه العدوان الإسرائيلي الأمريكي وهو تأكيد لاستقلال لبنان وعنفوان أبنائه".

 
وأردف: "النقطة الثالثة والأخيرة، العدوان على سوريا ترعاه أميركا وإسرائيل، لطالما كانت المجموعات التكفيرية أدوات لهما منذ سنة 2011 عندما بدأت المشكلة في سوريا، هؤلاء بعد العجز في غزة وانسداد الأفق وبعد الاتفاق على إنهاء العدوان على لبنان وبعد فشل محاولات تحييد سوريا يُحاولون تحقيق مُكتسب من خلال تخريب سوريا مُجدّدًا ومن خلال هذه المجموعات الإرهابية التي تريد أن تُسقط النظام في سوريا وتُريد أن تُحدث الفوضى في سوريا وأن تنقل سوريا من الموقع المقاوم إلى الموقع الآخر المعادي والذي يخدم العدو الإسرائيلي، لكن إن شاء الله لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم رغم ما فعلوه في الأيام الماضية، سنكون كحزب الله إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان بما نتمكّن منه".

 وختم: "أنا أسأل هنا، أما آن للعرب والمسلمين أن يتحرّكوا لما يجري في غزة من إبادة بعد 150 ألف شهيد وجريح من الرجال والنساء والأطفال، وبعد هذا التدمير وبعد هذه الإبادة؟ والآن أيضًا يتفرّجون على ما يجري في سوريا، اعلموا أنّ كل ربح لإسرائيل هو خسارة لكم أيضًا وليس خسارة لفلسطين وسوريا ولبنان وغيرهم، وسينعكس هذا على بلدانكم ومستقبل أبنائكم، لأنّنا أمام مشروع إسرائيلي توسّعي شرق أوسطي خطير جدًا، أدعوكم إلى أن تدعموا المقاومة في غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي والإبادة الإسرائيلية، أدعوكم إلى منع التكفيريين من عدوانهم الذي يخدم الإسرائيلي، تأكدوا أنّكم بذلك تربحوا ولو كنتم متأخرين".

 


المصدر : Transparency News