كشف النائب اللواء أشرف ريفي أن المعارضة ستلتزم بحضور الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس الجمهورية، حرصًا على احترام الدستور، مؤكدًا في الوقت ذاته أن التريث قد يأتي برئيس يحمل مواصفات أفضل، إذا انتظر لبنان شهرين إضافيين.


 وقال ريفي: "الثنائي يحاول الإسراع بانتخاب رئيس قبل عودة ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة، كما فعلوا سابقًا عندما قَبِلوا بمجيء ميشال عون قبل أقل من 10 أيام من انتخاب ترامب.
وأعلن ريفي عن أربعة أسماء تُطرح بقوة لرئاسة الجمهورية، وهي سمير جعجع سامي الجميل ميشال معوض،وقائد الجيش جوزيف عون،معتبراً أن قائد الجيش العماد جوزيف عون، هو الأوفر حظًا، لما يتمتع به من مواصفات سيادية وشخصية قيادية وأضاف: "لن نقبل بأي مرشح بمواصفات أقل من ذلك،ولن نساوم عليها.

وانتقد ريفي الأسماء التي طرحتها اللجنة الخماسية، واصفًا إياها بأنها "أسماء هشة لا توحي بالشخصية البارزة التي تستطيع بناء الدولة." متوقعاً أن لا تتفق المعارضة على اسم المرشح النهائي إلا قبل 24 ساعة من موعد الجلسة، نظرًا للمتغيرات السريعة التي تشهدها المنطقة.
 
وأعرب ريفي عن تفاؤله في حال وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية، معتبرًا أن لبنان سيكون في أمان مع قيادته. وختم "جوزيف عون هو رجل المرحلة، ويملك القدرة على استعادة هيبة الدولة وبناء مؤسساتها.

وأكد ريفي أن المعارضة اللبنانية حققت إنجازًا يسجل للتاريخ، من خلال منع انتخاب رئيس مرتبط بالمحور الإيراني، أو مكمل لنهج ميشال عون، المنبطح أمام حزب الله، مشددًا على أن المرحلة الحالية كانت الأكثر سوءًا في تاريخ لبنان بسبب النفوذ الإيراني. 

وعن سبب صمته طوال الفترة الماضية قال ريفي إلى أنه لم يغير قناعاته، مضيفاً: "رسالتي كنت قد أوصلتها قبل التصعيد العسكري، واليوم، مع انتهاء المرحلة الأولى من الأحداث مبدئياً، أجد أن من واجبنا أن نرفع أصواتنا لنُبرز قراءتنا للواقع ونُحدد ما هو المطلوب لإنقاذ البلد.
وأضاف: "أنا أتكلم دائماً بما أؤمن به، مستنداً إلى أدلة دامغة. اليوم وصل البلد إلى مرحلة جديدة ومختلفة تتطلب وضع الإصبع على الجرح، وأن نكون صريحين مع الناس لنحدد إمكانياتنا وما يمكننا فعله.

وأكد ريفي أن لبنان على طريق الانتصار لبناء دولة سيادية، مشيرًا إلى أن المشروع الإيراني انهزم في لبنان وسيهزم في سوريا، العراق، واليمن. وقال: "المشروع الإيراني انتهى في المنطقة بعد أن لعب دورًا وصفه بـ'القذر، واليوم نشهد نهاية وجوده في اللعبة الدولية.
وأضاف أن إيران فشلت في قراءة المؤشرات التي تُظهر تحولات المنطقة، حيث كان يركز على خمسة مؤشرات في السابق، لكنها اليوم باتت سبعة، أول هذه المؤشرات يعود إلى ست سنوات مضت، عندما عُقد اجتماع ثلاثي في القدس ضم إسرائيل، الولايات المتحدة، وروسيا، وكان موضوعه الوحيد كيفية إخراج إيران من المنطقة العربية.

وواصل ريفي شرح المؤشرات التي تؤكد انهيار المشروع الإيراني في المنطقة،فاعتبر أن المؤشر الثاني يكمن في العملية الأمنية التي نفذها الأميركيون والأوروبيون تحت اسم "كاسندرا"، وهي عملية تهدف إلى إغلاق خطوط التمويل لأذرع إيران العسكرية في مختلف أنحاء العالم. بدأت العملية في أمريكا ثم امتدت إلى أوروبا وأفريقيا، قبل أن تشمل باقي دول العالم.
أما المؤشر الثالث، فقال ريفي إنه حدث خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب السابقة، حيث وضع الكونغرس الأميركي خطة "صيد الخنازير"، التي كانت تهدف لتصفية قيادات داعش والحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك قتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، بموجب هذه الخطة.
أما المؤشر الرابع فيتعلق بالتحركات الدولية ضد حزب الله، حيث أشار ريفي إلى أن الحزب كان يتمتع بحرية الحركة "يسرح ويمرح" في دول العالم، وحصل على تأشيرات دخول، لكن في وقت لاحق تم إدراج اسمه على قوائم الإرهاب في الدول الغربية والعربية وصنف "إرهابياً.".
في سياق آخر، أضاف ريفي أن المؤشر الخامس لانتهاء المشروع الإيراني في المنطقة يتعلق بالخط البري بين طهران وبيروت، الذي كان يُستخدم بشكل مستمر وآمن من قبل إيران وحزب الله، لنقل الأسلحة والصواريخ والذخائر، إضافة إلى نقل المواد المخدرة مثل الكبتاغون والأموال. وأشار إلى أن هذا الخط كان جزءًا حيويًا من استراتيجية إيران، لتعزيز نفوذها في المنطقة، لكن في الفترة الأخيرة، بدأ هذا الطريق يُغلق بشكل متتابع عند الحدود العراقية السورية، وفي داخل سوريا والعراق، ليُغلق بشكل كامل اليوم..
وتحدث ريفي عن المؤشر السادس الذي يتعلق بالفتوى الدينية التي أصدرها المرجع الشيعي علي السيستاني في العراق، حيث أكد السيستاني أن لا شرعية لأي سلاح سوى سلاح الدولة العراقية،موضحاً أن توقيت هذه الفتوى لم يكن صدفة، بل جاء في وقت حساس، حيث لاقت موافقة الحكومة العراقية، ما يعكس تحولا مهماً في الموقف العراقي من التدخلات الإيرانية.
أما المؤشر السابع، فقد ربطه ريفي بالأحداث السورية المستجدة التي شهدتها الأيام الماضية، مشيرًا إلى أنها تؤكد قطع الاتصال بين طهران وبيروت في سوريا والعراق بشكل حاسم ونهائي في الفترة المقبلة.
وقال ريفي: "بحسب قراءتي، قلت للرئيس نبيه بري وللرئيس نجيب ميقاتي، إنا لا أرى خروج حزب الله من جنوب الليطاني إلى شماله فقط، بل هناك اقتلاع لكل الوجود الإيراني من جميع الدول العربية، من لبنان وسوريا والعراق واليمن". وأكد ريفي أن لبنان يمر الآن بمرحلة جديدة تمامًا، وأن هناك فرصة حقيقية يجب أن نستغلها، وعلينا أن نكون على قدر التحديات والمسؤولية الوطنية في هذه المرحلة.

وقال ريفي إن المنطقة اليوم أمام مرحلتين: الأولى هي مرحلة الفوضى الخلاقة، وعندما تنتهي هذه المرحلة، سيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي إقامة "الشرق الأوسط الجديد.
وأعرب ريفي خلال حديثه عن تقديره للشعب الأيراني ووصفه بالشعب العريق وصاحب حضارة كبرى ولكن النظام الإيراني هو نظام فاسد وقذر. 
وأعرب ريفي عن موقفه حيال اغتيال الأمين العام الراحل حسن نصرالله، قائلاً: "تلقيت خبر وفاته مثل كل اللبنانيين، ولا أشمت بالموت. لقد التزمتُ الصمت طيلة الفترة الماضية، إلا أنني خرقت هذا الصمت عندما قتل سليم عياش، وكتبت على تويتر: 'إن غابت عدالة الأرض فإن عدالة السماء لا تغيب"."

وفيما يخص غياب رد فعل الشارع السني على مقتل عياش، المتهم الرئيسي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أرجع ريفي ذلك إلى التربية الإسلامية، قائلاً: "لا يتحمل الشيعة مسؤولية المشروع الإيراني، فهم مكوّن لبناني دفع الثمن الأكبر، وهم ضحايا هذا المشروع".
وأشار إلى أن رد فعل الشارع السني كان مماثلاً للموقف المسيحي والدرزي، حيث استقبلوا النازحين الشيعة بمسؤولية وأخلاقية، بعكس اتهامات حزب الله التي وصفها ريفي بـ"الباطلة". وأضاف: "اتهم حزب الله السنة بأنهم داعشيون والمسيحيين بأنهم عملاء، لكنه في الوقت نفسه أرسل عائلاته إلى مناطقهم وبيوتهم.

وتوجه ريفي برسالة إلى البيئة الشيعية، قائلاً: "نحن جميعاً شركاء في هذا الوطن. أنتم رهائن القبضة الإيرانية المباشرة، وطلبي أن تنفتحوا على الآخرين. إن النزوح أظهر أن لا مشكلة بين البيئة الشيعية وبقية المكونات السنية أو المسيحية أو الدرزية، بل المشكلة هي مع المشروع الإيراني.
وأكد ريفي أن المشروع الإيراني ارتكب "خطأً فادحاً" بمحاولة السيطرة على وطن تعددي مثل لبنان عبر أخذ المكونات الأخرى كرهائن، مشدداً على أن هذه السياسة هي السبب في خسائر هذا المشروع.

وأشار إلى وجود أموال عربية مخصصة لإعادة الإعمار، لكنها مشروطة بعدم إشراك حزب الله في إدارتها،وقال: "لم نرَ أي مساعدات إيرانية للبنان، فقط أسلحة. العالم العربي يشترط لمد يد العون انتخاب رئيس للبنان وتشكيل حكومة فاعلة.
وتابع: "اليوم حزب الله مفلس سياسيًا، ولم يتبقَ لديه إلا التركيز على الإمساك بالطائفة الشيعية من الناحية الدينية، ولكننا نؤكد أن الطريق لإعادة بناء لبنان يمر عبر الدولة، لا عبر مشروع حزب الله.
وأكد اللواء ريفي أن الوقت قد حان لإنهاء ملف السلاح غير الشرعي في لبنان، مشيرًا إلى أن سلاح حزب الله أصبح بمثابة "خردة" ويجب تسليمه للجيش اللبناني أو إعادته إلى إيران. وقال: "اليوم كل سلاح خارج إطار الدولة فقد دوره، إما يجب أن يعود إلى مصدره أو يُدمج ضمن إطار الشرعية اللبنانية.
وقال ريفي: "عندما يطلع أبناء الطائفة الشيعية على بنود هذا اتفاق وقف إطلاق النار، سيدركون أن حزب الله قد وافق على تسليم السيطرة الكاملة على كل المعابر البرية، البحرية، والجوية إلى الجيش اللبناني. كما أقرّ بأن أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية هو سلاح غير شرعي، ما يستوجب إعادة السلطة إلى الدولة برئاسة رئيس وطني سيادي قادر على استعادة السيادة وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

وحذّر ريفي من أن لبنان أمام شهرين حاسمين لتفكيك البنية العسكرية لحزب الله ومصادرة أسلحته. وقال: "إذا لم تتمكن الدولة اللبنانية من تحقيق ذلك، فستكون هناك طرق بديلة قد تكون دولية أو مشابهة. المرحلة السابقة من التساهل والتحايل قد انتهت، ولن يكون هناك مجال لفترة سماح جديدة.


المصدر : Transparency News