مع استمرار التوترات المتصاعدة في سوريا، اتخذت الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، إجراءات أمنية مشددة على الحدود الشمالية، لمواكبة التطورات الداخلية في سوريا ومنع أي محاولات تسلل أو نزوح جماعي نحو لبنان. هذه الإجراءات تأتي وسط مخاوف من تكرار الهجمات الإرهابية على الحدود اللبنانية السورية التي شهدها لبنان في السنوات الماضية.


تواصل الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية، وعلى رأسها الجيش، اتخاذ تدابير أمنية مشددة على طول الحدود اللبنانية-السورية، في وقت يشهد فيه الداخل السوري تطورات سريعة ومقلقة. هذه الإجراءات تأتي في إطار مساعي لبنان لمنع دخول مسلحين عبر الحدود وتفادي موجة نزوح ضخمة إلى الأراضي اللبنانية.

إجراءات عسكرية وأمنية مكثفة

ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الجيش اللبناني قد أقام حواجز وثبّت دوريات على طول المناطق الحدودية، بما في ذلك عكار والقرى المتاخمة لسوريا، في إطار تعزيز الأمن في المنطقة. ورافق هذه التحركات العسكرية تعزيز للإجراءات الأمنية والاستخباراتية، وسط مخاوف من تحرك خلايا نائمة في الداخل اللبناني، خاصة مع وجود أكثر من مليون نازح سوري في معظم المناطق اللبنانية.

الجيش يوقف 36 سورياً دخلوا بطريقة غير قانونية

وفي سياق هذه الإجراءات، أعلنت قيادة الجيش يوم الجمعة أن وحدات من الجيش ألقت القبض على 36 سورياً كانوا يتجولون داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير قانونية أو حاولوا الدخول خلسة عبر الحدود. وقال الجيش إن العمليات الأمنية تأتي في إطار حماية لبنان من أي تهديدات محتملة تتزامن مع ما يجري في سوريا.

القلق من تكرار أحداث 2014

من جهة أخرى، يخشى لبنان من تكرار الأحداث التي شهدتها الحدود الشرقية مع سوريا في عام 2014، عندما اقتحمت مجموعات من "داعش" و"جبهة النصرة" بلدة عرسال الحدودية، ما أسفر عن مقتل مدنيين وعسكريين قبل أن تحتل الجماعات الإرهابية مناطق على الحدود لسنوات. وفي هذا السياق، عملت قيادة الجيش على تعزيز جاهزية الوحدات المنتشرة على الحدود الشمالية ونشرت راجمات صواريخ في الأيام الماضية للتأهب لأي طارئ.

إغلاق المعابر الحدودية مع سوريا

في تطور آخر، تعرض معبر العريضة الحدودي في عكار لقصف من الطيران الحربي الإسرائيلي فجر السبت، ما ألحق أضراراً بالبنية التحتية للمعبر وأدى إلى انقطاع الطريق بين لبنان وسوريا بعد إعادة تأهيله. وفي أعقاب هذا القصف، أعلنت المديرية العامة للأمن العام عن إغلاق معظم المعابر الحدودية مع سوريا لحين إشعار آخر، مع استمرار فتح معبر المصنع أمام حركة العبور الخاصة بالرعايا السوريين، وفقاً للإجراءات الاستثنائية المعتمدة.

إجراءات مشددة ضد دخول السوريين

في إطار الجهود الأمنية، كثف الجيش والأمن العام وجودهم على المعابر غير الشرعية، وأوضح مصدر عسكري أن الجيش يعيد السوريين الذين يحاولون دخول لبنان إلى الأراضي السورية. وأكدت المصادر أن نحو 500 نازح سوري، معظمهم من العلويين والمسيحيين، حاولوا دخول لبنان عبر معابر غير شرعية في منطقة البقاع، إلا أن الجيش أوقفهم وأمرهم بالعودة إلى سوريا.

نزوح سوري جماعي

من جهة أخرى، تشير التقارير إلى أن التصعيد الأخير في شمال سوريا أسفر عن نزوح أكثر من 178 ألف شخص منذ 5 ديسمبر، وهو ما يفاقم الأعباء على الدول المجاورة، وعلى رأسها لبنان الذي يواجه تحديات كبيرة في التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين على أراضيه.


المصدر : الشرق الاوسط