"فرصة أخيرة لقوات النظام"... الفصائل المسلّحة تسيطر على درعا
07-12-2024 09:59 AM GMT+02:00
في غضون ذلك، قال الجيش السوري إنه نفذ "إعادة انتشار" في محافظتي درعا والسويداء وعملية إعادة الانتشار جاءت بعد تعرض حواجز عسكرية لهجمات من قبل مسلحين.
أضاف: "نتعامل مع مجريات الأحداث انطلاقاً من حرصنا على أمن الوطن وسنواجه الإرهاب بقوة".
وقالت مصادر من الفصائل إن الجيش وافق على الانسحاب المنظّم من درعا بموجب اتفاق يمنح مسؤولي الجيش ممرّاً آمناً إلى العاصمة دمشق التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال.
وأظهرت مقاطع مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي أفراداً من الفصائل على دراجات نارية وآخرين يختلطون بالسكان في الشوارع. وأطلق الناس أعيرة نارية في الهواء في الساحة الرئيسية بالمدينة احتفالاً، وفقاً لما ظهر في المقاطع.
ومع سقوط درعا، تصبح رابع مدينة كبيرة تسيطر عليها الفصائل خلال أسبوع.
تتمتّع درعا، التي كان عدد سكانها أكثر من 100 ألف نسمة قبل اندلاع الاحتجاجات قبل 13 عاماً، بأهمية رمزية باعتبارها مهد هذه الاحتجاجات. وهي عاصمة محافظة يبلغ عدد سكانها نحو مليون نسمة وتقع على الحدود مع الأردن.
وجاءت السيطرة على درعا بعد إعلان الفصائل في وقت متأخر أمس الجمعة أنهم تقدّموا إلى مشارف مدينة حمص في وسط البلاد، وهي مفترق طرق رئيسيّ بين العاصمة وساحل البحر الأبيض المتوسط.
وقالت جماعة "هيئة تحرير الشام" التي تقود الهجوم الشامل في منشور على تلغرام "حرّرت قواتنا آخر قرية على تخوم مدينة حمص، وباتت على أسوارها، ومن هنا نوجّه النداء الأخير إلى قوّات النظام فهذه فرصتكم للانشقاق".
وقال سكان وشهود إن الآلاف فرّوا من حمص إلى مدينتي اللاذقية وطرطوس على ساحل البحر المتوسط الخاضعتين لسيطرة الجيش السوري قبيل تقدم الفصائل.
قالت ثلاثة مصادر سورية لـ"رويترز" إنّ تحالفاً تدعمه الولايات المتحدة ويقوده مقاتلون أكراد سوريون سيطر على دير الزور.
واستولت الفصائل على حلب وحماة في الشمال الغربي ووسط البلاد في وقت سابق من الهجوم الخاطف الذي بدأ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني).
وفي تطور آخر مثير للقلق بالنسبة إلى الأسد، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة، إنّ تنظيم "داعش"، الذي فرض حكماً متشدّداً على مساحات واسعة من العراق وسوريا قبل هزيمته على يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في عام 2017، سيطر الآن على بعض المناطق في شرق سوريا.
وقال آرون لوند، وهو باحث في مؤسسة سنشري للأبحاث، إن حكومة الأسد "تقاتل من أجل حياتها في هذه المرحلة".
وأضاف أنّه كان من الممكن أن تبقي الحكومة سيطرتها على حمص، "لكن بالنظر إلى السرعة التي تتحرّك بها الأمور حتّى الآن، لا أعتقد أنّ ذلك سيحدث".
وقال التلفزيون السوري الرسمي، نقلاً عن مركز التنسيق الروسي في سوريا، إنّ الغارات الجوية الروسية السورية التي استهدفت مقرّات للمسلحين في ريف حماة وإدلب وحلب أسفرت عن مقتل 200 مسلح على الأقلّ أمس الجمعة.
وقال مصدر في الجيش السوري إن قوات تابعة لـ"حزب الله" تمركزت لتعزيز دفاعات القوات الحكومية في حمص وقربها.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أنّ العشرات من المسلحي قتلوا في ريف حمص أمس الجمعة في عملية نفّذتها القوات الجوية السورية والروسية والمدفعية والصواريخ والمركبات المدرعة.
ومن شأن السيطرة على حمص أن تعزز سلسلة من المواقع القوية الخاضعة لسيطرة الفصائل من حلب على الحدود التركية في الشمال إلى درعا على الحدود الأردنية في الجنوب.
ومن شأن السيطرة على حمص أيضاً أن تزيد من فرص المسلحين في عزل دمشق، مع القدرة على قطع الطريق شمال غرب العاصمة إلى البحر.
بينما تواصل الفصائل المسلحة هجومها، حثّت روسيا والأردن أمس الجمعة رعاياهما على مغادرة سوريا.
وبعد سنوات من البقاء محاصرين خلف خطوط المواجهة المتجمّدة، انطلقت الفصائل المسلحة من معقلها في شمال غرب إدلب لتحقيق أسرع تقدّم في ساحة المعركة لأيّ من الجانبين منذ أن تحوّلت التحركات الاحتجاجية ضدّ الأسد إلى حرب أهلية قبل 13 عاماً.
وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عام 2022 إنّ الصراع في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 305 آلاف شخص بين عامي 2011 و2021.
استعاد الأسد السيطرة على معظم أنحاء سوريا بعد أن هبّ حلفاؤه الرئيسيون، روسيا وإيران و:حزب الله"، لإنقاذه. لكن كلّ هذه القوى ضعفت في الآونة الأخيرة وتشتتت بسبب أزمات أخرى، ما أعطى الفصائل فرصة للقتال.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين إقليميين وثلاثة مسؤولين إيرانيين، أنّ طهران، التي ركزت على التوترات مع عدوتها اللدود إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة، بدأت في إجلاء مسؤوليها وأفرادها العسكريين من سوريا أمس الجمعة، في مؤشر على عجز إيران عن إبقاء الأسد في السلطة.
وفي مقابلة منفصلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" نُشرت يوم الجمعة، تعهد زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني بأن تتمكن الفصائل من إنهاء حكم الأسد.
وقال في إشارة إلى الهجوم الخاطف الذي شنته الفصائل المسلحة "هذه العملية حطّمت العدو".