في كل أزمة تكمن فرصة، وهذا ما كشفت عنه التطورات الأخيرة في سوريا، حيث تسارعت الأحداث بشكل غير متوقع، ليصل النظام السوري إلى مرحلة الانهيار السريع.


وفي تحليلٍ لآخر التطورات، لفت نيك باتون وولش، مراسل الشؤون الدولية في شبكة "سي إن إن"، إلى أن التقدم المذهل للمعارضة السورية، الذي أدى إلى السيطرة على دمشق خلال أسبوع واحد، هو نتيجة غير مقصودة لحربين إقليميتين، إحداهما قريبة والأخرى بعيدة.

الحروب الإقليمية تسهم في انهيار الأسد

وولش أشار إلى أن الحرب الإسرائيلية على حزب الله في جنوب بيروت، رغم أنها لم تكن تهدف إلى تغيير الوضع في سوريا بشكل مباشر، إلا أنها ربما ساهمت في سقوط النظام السوري. وبالمثل، كانت الحرب الروسية في أوكرانيا عاملاً آخر أدى إلى تقليص قدرة روسيا على دعم حليفها الرئيس بشار الأسد، مما جعل الأخير في موقف ضعف، وفقًا لتصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب.

الدور التركي في الأزمة السورية

تطرق التقرير إلى دور تركيا في الأزمة السورية، موضحًا أنها اضطرت للعب لعبة طويلة الأمد بشأن سوريا. منذ عام 2012، استضافت تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، وشهدت أيضًا تطور قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، التي تدعمها الولايات المتحدة، وهو ما يثير القلق على الحدود التركية.

سيناريوهات المستقبل

فيما يخص مستقبل سوريا، يشير التقرير إلى أن روسيا، التي تركز حاليًا على حربها في أوكرانيا، قد تكون أقل قدرة على التدخل في سوريا، بينما قد تستعد إيران لتعامل مع التصعيد المحتمل في المنطقة تحت إدارة الرئيس الأمريكي المقبل، دونالد ترامب.

ويختتم التقرير بتأكيد "سي إن إن" على أن هذا التغيير الجذري قد يكون ما تحتاجه سوريا لتحقيق الاستقرار، ولكنه في الوقت نفسه تذكير بمدى صعوبة الوصول إلى السلام بعد سنوات طويلة من المعاناة والدمار.


المصدر : وكالات