بين سقوط نظام الأسد في سوريا وفتح أبواب السجون، يبرز جرح لبناني قديم متجدد: مصير مئات المعتقلين اللبنانيين في أقبية النظام.


في صبيحة الأحد 8 كانون الأول 2024، طويت صفحة قاتمة من تاريخ المنطقة مع سقوط نظام الأسد في سوريا، الذي حكم بالحديد والنار لعقود. بينما تتهاوى تماثيل الدكتاتورية في سوريا، يُفتح جرح اللبنانيين من جديد، الذين لا يزالون ينتظرون عودة مئات المعتقلين اللبنانيين من أقبية السجون السورية.  

622 اسماً توثق مآسي مستمرة منذ سنوات طويلة. قصصٌ من الألم والانتظار، يرويها أهالي المعتقلين الذين قضوا حياتهم يطالبون بكشف مصير أحبائهم. وبينما شهدت الساعات الأخيرة تحرير عددٍ من المعتقلين اللبنانيين، يظل السؤال الأكبر: هل سنرى جميعهم أحياء؟  

رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، علي أبو دهن، أكد أن الأمل لم ينطفئ تماماً. الفوضى الحالية في سوريا قد تفتح أبواباً كانت موصدة، مع تحرير عدد من السجناء السياسيين. لكن المئات من المعتقلين اللبنانيين ما زالوا ينتظرون مصيرهم، بينما تتوارى الدولة اللبنانية عن مسؤولياتها، تاركة ملف المعتقلين بلا حل.  

بغياب الأسد عن المشهد السياسي، يرتسم أفق جديد، ولكنه يحمل معه تساؤلات كثيرة: ماذا بعد؟ وكيف ستُحل ملفات الاعتقال والمفقودين؟ في قلب هذه التطورات، ينهض الأمل من بين الركام، بأن تعود الحياة إلى وجوه شاخت بين القضبان، وأسر أُنهكت وهي تنتظر اللقاء. 


المصدر : نداء الوطن