نهاية 50 عاماً من الاستبداد: المعارضة تطيح بنظام الأسد
09-12-2024 10:06 AM GMT+02:00
احتشد آلاف السوريين داخل البلاد وخارجها يوم أمس (الأحد) للاحتفال بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، عقب هجوم سريع شنّته فصائل المعارضة المسلحة، انتهى بسيطرتها على العاصمة دمشق. بهذا السقوط، تُطوى صفحة نصف قرن من حكم عائلة الأسد، لتدخل سوريا مرحلة جديدة يكتنفها الغموض وعدم اليقين.
في دمشق، التي أعلنتها المعارضة "مدينة حرة"، أُسقط تمثال حافظ الأسد، الرئيس الأسبق الذي حكم البلاد من عام 1971 حتى وفاته عام 2000، وسط تجمعات حاشدة. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، غادر بشار الأسد سوريا مساء السبت متوجهاً إلى موسكو برفقة عائلته، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية.
مع حلول مساء اليوم الأول بعد سقوط النظام، بدت الطرق المؤدية إلى دمشق شبه خالية، باستثناء عدد قليل من المسلحين الذين جابوا الشوارع على دراجات نارية ومركبات تابعة للمعارضة. خلت نقاط التفتيش، وانتشرت صور ممزقة للأسد على الطرقات، بينما شوهدت مركبات عسكرية مدمرة في ضواحي المدينة. وأغلقت المحال التجارية أبوابها مبكراً استجابة لحظر التجول الذي فرضته المعارضة.
في الوقت نفسه، اشتعلت النيران في مقرات أمنية بالعاصمة نتيجة قصف إسرائيلي، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية والمرصد السوري. وعلى إثر ذلك، فرضت إسرائيل حظر تجول في خمس بلدات قرب الجولان المحتل، مع إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انهيار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وإصدار أوامر للجيش بالسيطرة على المنطقة.
مدن سورية أخرى، كحماة وحلب ودرعا، شهدت مشاهد مشابهة من إسقاط تماثيل الأسد ووالده حافظ، وحرق صورهما. في دمشق، اقتحم محتجون القصر الجمهوري، حيث بدت القاعات فارغة أو متضررة.
وفي ساحة الأمويين، عمّت الاحتفالات وسط إطلاق النار والزغاريد. ظهر مقاتلو المعارضة يرفعون شارات النصر بجانب دبابة وسط الساحة. وعبر التلفزيون الرسمي، أعلنت فصائل المعارضة المسلحة تحرير العاصمة وإسقاط النظام، متعهدة بإطلاق سراح المعتقلين.
كما ظهر قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، في الجامع الأموي، حيث ألقى كلمة وصف فيها ما حدث بـ"النصر التاريخي". وظهر في مقطع آخر وهو يسجد شاكراً فور وصوله إلى العاصمة.
فتح سقوط النظام الطريق أمام مرحلة ضبابية في سوريا، التي تعاني من آثار حرب أهلية أودت بحياة نحو نصف مليون شخص منذ عام 2011. وبينما رحبت جهات دولية بسقوط الأسد، يبقى المستقبل السياسي والعسكري للبلاد مجهولاً في ظل تعقيدات المشهد الداخلي والإقليمي.
المصدر : وكالات