وسقط الطاغوت
10-12-2024 02:00 PM GMT+02:00
لقد انهار الصرح الذي شيّده نظام الأسد على مدار عقود من الظلم والقمع والاستبداد. وسقط الطاغوت الذي قهر شعبه بالحديد والنار، فارضًا عليه الخوف والجوع والقهر، ظانًّا أن عرشه خالد، متغافلًا أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وعدالة التاريخ لا ترحم.
اليوم، نشهد نهاية الطاغية بشار الأسد وهروبه من قصره الذي كان شاهدًا على قرارات القتل والتهجير والتدمير. إنها نهاية مدوّية لنظام خنَق أحلام السوريين، ومزّق نسيجهم الوطني، وهجّر الملايين من أبنائهم. لقد كانت عزيمة الشعب السوري أقوى من طائراته، وصمود الثوار أعتى من براميله المتفجرة.
إرث الإجرام في سوريا ولبنان
لم يكن سقوط الأسد مجرد نهاية لطاغية، بل سقوطًا لإمبراطورية الإرهاب التي ورثها عن والده، والتي بناها على أجساد آلاف المعتقلين من الشعبين السوري واللبناني. لقد تفنّن النظام في القمع والوحشية، مستعملًا معتقلات الموت كسجن تدمر وصيدنايا والمزة وغيرها المكتظة بعشرات الآلاف من الأبرياء.
إلى جانب ذلك، عمل النظام على تصدير المخدرات مثل الكبتاغون، ونشر الإرهاب بالتعاون مع محور الشر بقيادة نظام الملالي في إيران. ولم يتوقف عند هذا الحد، بل أتقن هواية القتل والاغتيالات بحق العديد من الشخصيات اللبنانية البارزة، في محاولة يائسة لإسكات كل صوت حر.
الوصاية على لبنان
لم يكتفِ النظام بممارساته الوحشية داخل سوريا، بل فرض وصايتَه بالقوة على لبنان، حيث دمر سيادتَه، ونهب ثرواته، وزرع الانقسامات الطائفية لضمان بقائه. ثلاثون عامًا من الظلم والقهر زرعت الألم والقهر في قلوب اللبنانيين، لكن إرادتهم لم تنكسر، فانتفضوا وأخرجوا المحتل السوري من أرضهم في انتفاضة الاستقلال الشعبية عام 2005.
مسيرة جديدة للشعبين
اليوم، يُكمل ثوار سوريا مسيرة اللبنانيين بإزاحة هذا الطاغية الذي عبث بمصير البلدين. وها هم السوريون يفتحون صفحة جديدة، طاهرة من رجس الطغيان، حيث عادت السيادة إلى أهلها، والكرامة إلى شعبها. إنهم يستعدون لبناء وطنٍ يقوم على العدل والحرية وكرامة الإنسان، وطنٍ ينهي عصور الاستبداد ويعيد لسوريا مكانتها بين الأمم.
عاشت الثورة السورية وعاش لبنان.
لبيك لبنان
المصدر : Transparency News