إعادة إعمار سوريا: تحديات هائلة وتقديرات متفاوتة للتكلفة
11-12-2024 08:56 AM GMT+02:00
منذ اندلاع الأزمة في عام 2011، تضررت مدن سورية رئيسية مثل حلب، ودمشق، وحمص، ودير الزور، حيث شمل الدمار المباني السكنية، والمنشآت الصحية والتعليمية، وشبكات المياه والكهرباء، بالإضافة إلى الآثار التاريخية. وقدرت التقارير أن أكثر من نصف الشعب السوري فقدوا مساكنهم.
تقديرات التكلفة: فجوة واسعة
تفاوتت التقديرات بشأن تكلفة إعادة الإعمار. ففي عام 2018، قدر مسؤول أممي التكلفة بـ300 مليار دولار، بينما أشار المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف في عام 2021 إلى 800 مليار دولار. أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، فقد رفع الرقم إلى 900 مليار دولار.
من ناحية أخرى، قدر البنك الدولي تكلفة إعادة بناء البنية التحتية في 14 مدينة سورية بما يتراوح بين 6.3 و8.5 مليار دولار، تشمل الأضرار في الإسكان، والمرافق الصحية، وشبكات الطاقة والاتصالات، مع أضرار تقدر بـ4.3 مليار دولار في القطاع الكهربائي وحده.
تحديات التمويل ودور المجتمع الدولي
تمثل تعبئة التمويل لإعادة الإعمار عقبة رئيسية، حيث لا تزال المساعدات الدولية المصدر الأساسي لتحسين الأوضاع. وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن أنظمة الخدمات الأساسية قد تنهار بالكامل خلال العقد المقبل ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لدعم البنية التحتية.
قدمت الجهات الدولية مليارات الدولارات للإغاثة الإنسانية منذ بداية الأزمة، لدعم السوريين في الداخل والخارج. لكن جهود الإعمار لا تزال تحتاج إلى خطة شاملة تتكامل مع التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
رغم تضارب الأرقام حول تكلفة إعادة الإعمار، إلا أن المؤكد هو ضرورة وضع خطة استراتيجية تعالج الواقع المعقد لسوريا. إعادة الإعمار ليست مجرد عملية مادية، بل مشروع وطني لإعادة بناء مجتمع متماسك ومستقر.
المصدر : وكالات