قالت وكالة "بلومبرغ" إن المخابرات الروسية أشرفت على تهريب رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى روسيا بعد أن خلص الكرملين إلى أنه لا يمكن إنقاذه ولم يرغب في رؤية سيناريو نهاية الزعيم الليبي معمر القذافي يعاد من جديد.


ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على الوضع أن عملاء المخابرات الروسية نظموا عملية الهروب ونقلوا الأسد عبر قاعدة حميميم الروسية الجوية في سوريا. وقال أحدهم إنه تم إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بالطائرة لتجنب تعقبه.

وكشفت "بلومبرغ" أن روسيا أقنعت الأسد بأنه سيخسر القتال ضد الجماعات المسلحة التي تقودها هيئة تحرير الشام المصنفة على قائمة الإرهاب الأميركية، وعرضت عليه وعلى عائلته ممرا آمنا إذا غادر على الفور، وفقا لثلاثة مصادر مطلعة على الوضع، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

ويطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمعرفة سبب عدم اكتشاف جهاز المخابرات الروسية للتهديد المتزايد لحكم الأسد إلا بعد فوات الأوان، حسبما قال مصدر مقرب من الكرملين مطلع على الوضع للوكالة.

وفوجئ المسؤولون الروس بسرعة الأحداث على الأرض. وتنشر وسائل الإعلام الروسية رسالة مفادها أن "الأسد هو المسؤول عن هزيمته"، في حين أوفت موسكو بوعدها بعدم التخلي عنه وعليها الآن التركيز على الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا والشرق الأوسط الأوسع.

ولم يرد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على الفور على طلب الوكالة للتعليق. 

وقال رسلان بوخوف ، رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات ومقره موسكو، وهو مركز أبحاث دفاعي وأمني، إنه كان "من المنطقي جدا" أن تطلب روسيا من الأسد الاستسلام لأنها تريد تجنب حمام دم يواجه فيه نفس مصير القذافي أو الزعيم العراقي صدام حسين الذي أعدم شنقا في عام 2006 بعد محاكمة.

وأتى سقوط الأسد عقب هجوم واسع شنّته الفصائل المعارضة، انطلاقا من معقلها في إدلب (شمال غرب) في 27 نوفمبر، سيطرت خلاله على مدن رئيسية قبل الوصول إلى العاصمة.

وكان الهجوم غير مسبوق منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، والذي أسفر عن مقتل نحو نصف مليون شخص ودفع الملايين للفرار، لجأ بعضهم الى دول مختلفة في العالم.