كشفت جهود مكثفة رسمية وشعبية، بين الاردن  ولبنان وسوريا، عن هوية سجين محرر من معتقل صيدنايا المروّع، بعد أيام من ترقب عدة عائلات لنتائج الفحوصات الطبية التي كشفت هويته في نهاية الامر.


وقال نضال البطاينة، وهو مواطن أردني أشرف على عملية استقبال الرجل الذي تم نقله من صيدنايا قرب دمشق نحو الأردن بعد الاعتقاد بأنه مواطن أردني، إن الفحوصات الطبية أثبتت أنه مواطن سوري من محافظة طرطوس، وتنسق عائلته للوصل إليه حالياً.

وكشف البطاينة، أن الرجل الموجود في المستشفى بالأردن حالياً، يدعى "أحمد علي إبراهيم"، وقد أثبتت فحوص الحمض النووي الوراثي لشقيقه محمد، صحة اعتقاد العائلة بأن المعتقل ابنها وليس أردنياً أو لبنانياً.
وأضاف أن فحوصات الحمض النووي تمت بطريقة غير رسمية لظروف سورية الحالية، حيث أرسلت العائلة السورية عينة دم من محمد علي إبراهيم، نحو الأردن، عبر وسطاء متطوعين، لتثبت التحاليل في الأردن أنها مطابقة للحمض النووي الوراثي للسجين المحرر.

وأوضح في بيان مطول عبر "فيس بوك" أن إعادة السجين المحرر من الأردن لبلاده وعائلته، ستتم في وقت لاحق بعد استكمال السلطات الأردنية إجراءاتها الرسمية.

وذكر البطاينة أنه أصدر هذا البيان ليوقف معاناة العديد من العائلات التي تتواصل معه على أمل أن يكون الرجل ابنها المفقود، بما في ذلك عائلة المواطن اللبناني شامل حسين كنعان، وهو رقيب أول بالجيش اللبناني من بلدة شبعا، ومن مواليد 1959، واختفى في بيروت عام 1986 وتلقت عائلته معلومات بأنه في المعتقلات السورية.

وخضع مرعي كنعان لفحص الحمض النووي الوراثي في الأردن، وتأكد بأن السجين المحرر ليس شقيقه شامل، وسيغادر الأردن في وقت لاحق.
ووصل السجين المحرر إلى الأردن بعد شكوك بكونه المواطن الأردني أسامة البطاينة، الذي اختفى في سوريا العام 1986، وكان دون العشرين من عمره حينها.

لكن فحص الحمض النووي  الوراثي للرجل الذي لا يتكلم إلا عدد محدود من الكلمات، كشف أنه لا ينتمي لعائلة البطاينة الأردنية، ليفتح الباب والأمل أمام عوائل أخرى افتقدت أبنائها في تواريخ بعيدة مختلفة، قبل اتضاح هويته.

وتغيرت ملامح عدد من السجناء المحررين من سجون سوريا بعد عقود طويلة ظلوا فيها أحياء رغم الظروف المروعة التي عاشوها؛ ما جعل تحديد هوياتهم أمرًا معقدًا بسبب فقدان غالبيتهم للذاكرة، وضياع الوثائق الرسمية للسجون بعد سقوط نظام الاسد  وفرار قواته الأمنية من تلك السجون.