قيادة استثنائية لمرحلة مصيرية
14-12-2024 08:54 AM GMT+02:00
وتابع البيان: "ما يثير القلق هو تعاطي غالبية المرشحين مع هذا الاستحقاق وكأن البلاد بخير، وتعيش ظروف طبيعية، متجاهلين الواقع المأزوم وغير العادي الذي يعيشه لبنان. سيما و إن التحديات المصيرية التي تواجهنا تتطلب قيادة استثنائية قادرة على التعامل معها بشجاعة وجرأة ورؤية مستقبلية واضحة.
آخر جاهل يدرك انه لا يمكن مواجهة هذه الأزمات باستخدام نفس الأدوات السياسية التقليدية، أو من خلال شخصيات تعيد إنتاج سياسات متهالكة أثبتت فشلها. فبينما يتغير العالم من حولنا بسرعة هائلة، يبقى لبنان عالقًا في أساليب وطرق لا تواكب متطلبات المرحلة ولا ترقى إلى حجم المحن الكبرى التي تعصف به.
ان الشعب اللبناني، الذي تحمّل لعقود طويلة وطأة أنظمة سياسية فاسدة واحتلالات مزّقت كيانه، يجد نفسه اليوم أمام مافيا سياسية تعيد إنتاج نفسها، و تتمسك بالنهج ذاته، غير عابئة بمعاناة الناس، و بحجم التحولات الجارية على أرضنا و من حولنا.
لبنان اليوم بحاجة ماسة إلى ثورة على الذات تسبق أي تغيير حقيقي. ثورة تعيد النظر في المنظومة السياسية التقليدية، والمفاهيم البالية التي حكمت معالجاتنا لأزماتنا المتراكمة. وبحاجة أيضاً إلى مشروع بناء دولة حديثة تعكس تطلعات اللبنانيين، تواكب روح العصر، وتعيد الهيبة الى الدولة و مؤسساتها الرسمية.
لبنان أمام خيارين، إما التغيير الجذري في الأشخاص والسياسات، وإما البقاء أسرى في دائرة مفرغة من المشاكل المتفاقمة. لقد آن الأوان لاتخاذ خطوة جريئة نحو بداية جديدة، تتقدّم فيها المصلحة الوطنية على الحسابات الضيقة و المصالح الشخصية والإصطفافات الطائفية المقيتة.
خلاصة القول: المافيا السياسية الحاكمة الى المُساءَلة والنُخب اللبنانية الى الحكم. لبيك لبنان".
المصدر : Transparency News