إعتبر الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن “العدو الإسرائيلي أنجز في لبنان وبكل وضوح قتل القيادات في حزب الله وعلى رأسهم حسن نصرالله وعدد من المقاتلين وتفجير البيجرز والاتصالات، وكان الثمن كبيرا ومؤلما، ولكن العدو لم يحقق أهدافه في هذه العمليات”.


وقال قاسم في كلمة السوم السبت: “أما في المقابل فقد منعنا إسرائيل من سحق المقاومة والتقدم في الميدان وآلمناهم كثيرا وهجّرنا أكثر من 200 ألف مستوطن وقتلنا مئات الجنود بالإضافة إلى الأضرار في الداخل الإسرائيلي”.

وأشار إلى أن “العدو أدرك أن الأفق في مواجهة المقاومة مسدود فاتجه نحو اتفاق وقف إطلاق النار”، معلنا “أننا عدّلنا ما استطعنا بهذا الاتفاق، والعدو هو من أتى به ونحن قبلنا به مع تعديل بعض التفاصيل”.

وأكد أن “هناك عوامل أدّت لوقف إطلاق النار، وهي صمود المقاومين ودماء الشهداء والإدارة السياسية والجهادية والعدوان هو المشكلة وليست مواجهة العدوان”، لافتا إلى أن “نصرالله أعطى الحافز الأكبر لشبابنا للصمود والتصدي”.

كما رأى أن “المقاومة انتصرت لأن العدو الإسرائيلي لم يتمكن من القضاء على حزب الله والدخول إلى الشرق الاوسط الجديد من بوابة لبنان وإعادة المستوطنين إلى الشمال بدون اتفاق”.

وشدد قاسم على أن “هذا الاتفاق هو لإيقاف العدوان وليس لإنهاء المقاومة، ومستمد من القرار 1701 ولا علاقة له بالداخل اللبناني وعلاقة المقاومة بالدولة والجيش بالإضافة إلى وجود السلاح”.

وأوضح أن “الحكومة هي المعنية بمتابعة الخروق الإسرائيلية واللجنة المعنية هي المسؤولة عن وقف هذه الاعتداءات”.

إلى ذلك، ذكر أن “المقاومة قد تستمر 10 سنين أو 50 سنة وهي تربح أحيانا وتخسر أحيانا أخرى والمهم استمرارها في الميدان”، مشيرا إلى أن “شرعية المقاومة تأخذها من إيمانها بقضيتها مهما كانت الإمكانات”.

وجدد التأكيد أن “مقاومة حزب الله مستمرة إيمانا وإعدادا، والتضحيات تزيدنا مسؤولية بمواجهة العدو التوسعي”.

وصرّح بأن “حزب الله خسر في المرحلة الحالية طريق الإمداد من سوريا ولكن هذه الخسارة مجرّد تفصيل ويمكن أن نبحث عن طريق آخر”.

وأضاف: “دافعنا عن لبنان لأن العدوان الأخير كان على لبنان حصرا وأوقفناه عند الحدود. وجيشنا دفع ثمنا باهظا من حياة عشرات من أفراده أثناء تصديه للعدو”.

وتابع: “حزب الله يتعافى من جراحاته والمقاومة مستمرة، ومن كان يتأمّل بانتهاء الحزب فقد خاب أمله”.

في السياق، لفت إلى أن “إجرام العدو يجري بدعم كامل من أميركا التي أرسلت له 500 طائرة و100 سفينة محملة بالسلاح”، معتبرا أن “ما جرى في سوريا دليل على أننا أمام عدو توسعي خطير احتل مئات الكيلومترات من الجولان”.

كذلك قال قاسم: “النظام السوري سقط على يد قوى جديدة ولا يمكننا الحكم عليها إلا بعد استقرارها وانتظام الوضع في سوريا”، متمنيا أن “يكون خيار الحكم الجديد في سوريا هو على أساس مصلحة البلدين، ومن حق الشعب السوري أن يختار حكومته ودستوره وخياراته”.