أفادت وكالة "تاس" الروسية، بأن موسكو تلقت "ضمانات مؤقتة" من السلطات السورية الجديدة للإبقاء على قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية، اللتين تُعدّان ركيزتين أساسيتين للوجود الروسي في البحر الأبيض المتوسط.


ونقلت الوكالة عن مصدر مطّلع قوله: "حالياً، تجري موسكو مفاوضات مع ممثلي السلطات السورية الجديدة بشأن الإبقاء على الوجود الروسي والوضع السابق للقاعدتين العسكريتين في طرطوس واللاذقية. وقد حصل الجانب الروسي على ضمانات أمنية مؤقتة، ما يتيح استمرار عمل القاعدتين بشكل طبيعي".

يأتي ذلك في وقت أكدت فيه المعارضة السورية سيطرتها الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية، دون استهداف القاعدتين الروسيتين، وسط أنباء عن انسحاب جزئي للقوات الروسية من المنطقة.

من جانبه، أوضح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس الخميس، أن أي قرار بشأن مستقبل القاعدتين لم يُتّخذ بعد، في ظل استمرار النقاشات بين موسكو والسلطات الجديدة في دمشق.

تاريخ القاعدتين

تأسست قاعدة طرطوس البحرية عام 1971 كمحطة دعم لوجستي للأسطول السوفييتي، وشهدت تطويراً كبيراً في السنوات الأخيرة لتصبح قاعدة بحرية متكاملة. أما قاعدة حميميم الجوية، فأنشأتها موسكو مع بداية تدخلها العسكري في سوريا في سبتمبر/أيلول 2015. وفي عام 2017، أبرمت موسكو اتفاقاً مع نظام الأسد يتيح مرابطة القوات الروسية في القاعدتين لمدة 49 عاماً، وهو أمر بات محل تشكيك في ضوء التغيرات الأخيرة.

مصير الأسد

في سياق متصل، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا أمنت انتقال الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى أراضيها بعد الإطاحة به من قبل المعارضة. وكان الكرملين قد أعلن، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، منح الأسد حق اللجوء في روسيا بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين.

تتجه الأنظار الآن إلى مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا، مع استمرار المفاوضات بشأن القاعدتين الحيويتين وظهور ملامح جديدة للتوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد.


المصدر : وكالات