انتعاش ملحوظ في سوق الأسهم اللبنانية بعد سنوات من الركود.. هل تعود الثقة؟

شهد سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار في السوق الموازية استقراراً نسبياً، حيث تراوح بين 89,600 و89,700 ل.ل.، بالرغم من الضغوط المستمرة على احتياطيات مصرف لبنان من العملات الأجنبية، والتي تقلصت بقيمة 515 مليون دولار خلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني. ومع توقع استمرار هذه الضغوط نتيجة للإجراءات الاستثنائية لتسديد دفعات إضافية للمستفيدين من التعميمين 158 و166، يبقى استقرار سعر الصرف مشروطاً بعودة المؤسسات الدستورية للعمل وانتخاب رئيس جديد.

قفزة في أسعار سندات اليوروبوندز
سجلت سندات الدين الحكومية اللبنانية (اليوروبوندز) قفزات جديدة هذا الأسبوع، حيث تراوحت أسعارها بين 12.25 و13.25 سنتاً للدولار الواحد، مقارنة بـ10.75-11.50 سنتاً الأسبوع الماضي، في ظل أجواء تفاؤلية حول إمكانية حلحلة الأزمة السياسية وإطلاق الإصلاحات المالية المنتظرة. وتزامناً، أشار تقرير من بنك "غولدمان ساكس" إلى إمكانية ارتفاع قيمة استرداد هذه السندات إلى 25 سنتاً للدولار الواحد، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 15 سنتاً.

ارتفاع في سوق الأسهم رغم تراجع التداولات
على صعيد سوق الأسهم، ارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 1.4% مدفوعاً بتحسن أسعار أسهم رئيسية، مثل أسهم "سوليدير" التي سجلت ارتفاعاً بنسبة 2.2%. إلا أن أحجام التداول شهدت تقلصاً كبيراً بنسبة 87%، حيث بلغت 3.2 مليون دولار مقارنة بـ24.6 مليون دولار في الأسبوع السابق.

التضخم ومستقبل الاقتصاد
رغم أن التضخم السنوي الذي بلغ 204% في كانون الأول 2023 قد انخفض إلى حدود 22% متوقعة بنهاية 2024، يظل تحقيق الاستقرار الاقتصادي مرهوناً بقدرة الأطراف السياسية على تنفيذ الإصلاحات الضرورية وإطلاق ورشة إعادة إعمار شاملة.

ومع استمرار المتعاملين الأجانب في شراء السندات اللبنانية، تزداد التوقعات بأن تؤدي التحولات السياسية في المنطقة إلى تغييرات إيجابية على الساحة اللبنانية، مما قد يفتح المجال أمام استعادة العمل السياسي وتطبيق الإصلاحات الاقتصادية والمالية المنتظرة.

المصدر : وكالات