استند برنامج الغذاء العالمي في تقريره الأخير حول "تدهور الأمن الغذائي في لبنان" إلى التقرير الفصلي الجديد للبنك الدولي، الذي أشار إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي للبنان في عام 2024 بنسبة 6.6%. وهو انخفاض يفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد، حيث بلغ الانكماش الاقتصادي منذ عام 2019 أكثر من 34%، ما يعادل خسارة 15 عاماً من النمو الاقتصادي.


الحرب الأخيرة، التي استمرت 65 يوماً من الاعتداءات الإسرائيلية، تركت آثاراً مدمرة على لبنان، إذ تسببت في تهجير حوالي 1.6 مليون شخص، أي ما يعادل 30% من السكان، ما جعلهم بحاجة ملحة للمساعدات الإنسانية. في مواجهة هذه الأزمة، قام برنامج الغذاء العالمي بتقديم دعم عاجل لحوالي 500 ألف شخص من المتضررين بعد اندلاع الحرب في 23 أيلول، من خلال توزيع 4.6 مليون وجبة ساخنة وباردة، بالإضافة إلى 1.57 طن من سلال المواد الغذائية، وصرف مساعدات نقدية مباشرة بلغت 12.6 مليون دولار، أي ما يعادل 25 دولاراً للفرد.

وعلى الرغم من انتهاء الحرب، استمر برنامج الغذاء العالمي في تقديم الدعم ضمن برامجه المعتادة. في نوفمبر الماضي، وزّع البرنامج 870 طناً من سلال المواد الغذائية، وقدم مساعدات نقدية بقيمة 19.8 مليون دولار لعدد 917 ألف شخص، بما يعادل 21.5 دولاراً لكل شخص.

من جانبها، أفادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) بأن تكلفة سلة الغذاء للفرد الواحد ارتفعت إلى 37.7 دولاراً، بزيادة قدرها 3.9% عن بداية شهر أيلول الماضي. الحبوب والبقوليات، خصوصاً الخبز، كانت السبب الرئيسي لهذه الزيادة، والتي ترجع إلى رفع الدعم الحكومي عن القمح في سبتمبر الماضي. كما أظهرت بيانات الفاو زيادة بنسبة 15% في تكلفة مكونات الخبز للفرد، حيث ارتفعت من 5.8 دولارات إلى 6.7 دولارات شهرياً.

أما بالنسبة للسلع غير الغذائية، فقد شهدت أسعارها أيضاً ارتفاعاً بنسبة 3.8% شهرياً، ليصل إجمالي تكلفة الأسرة المكونة من خمسة أفراد إلى 54.4 دولاراً شهرياً، بسبب زيادة أسعار غاز الطهو، الذي قفز سعره من 13 دولاراً إلى 14.8 دولاراً في نهاية نوفمبر الماضي.


المصدر : وكالات