حسين عطايا


لا شك أن حزب الله، حتى تاريخه، لم يعي حجم ما أصابه كحزب ومقاومة، ولا خسائره التي أصابته في الصميم. ولهذا فهو، حتى اليوم، لا يزال ينتظر انسحاب قوات العدو الصهيوني من باقي مناطق الجنوب، لكي يتقدم الجيش اللبناني ومعه هيئات الإسعاف والدفاع المدني التي تعاونه في سحب جثامين المقاومين واللبنانيين المدنيين من تحت أنقاض المنازل، كما سحب ما تبقى من جثامين مقاتليه الذين سقطوا في الأودية وأحراج الجنوب.

رغم كل ذلك، لا يزال يطل الأمين العام الجديد ويتشدق بكلامٍ أقل ما يُقال فيه إنه نفسه لا يفهمه ولا يصدقه. زد عليه كلام أسياده في طهران عن انتصارات قادمة، وعن أن المقاومة باقية قوية وستنتصر. وأبرز تلك الأكاذيب أن خسارة سوريا هي تفصيل، وهنا تكمن قمة الوهم للحزب الإلهي وأسياده في طهران.

من هنا، نتأكد أن حزب الله قد انتهى أو شارف على الانتهاء، وهو في الساعات الأخيرة من النزاع، أو ما تسمى صحوة الموت.

فأمينه العام، بالإضافة إلى باقي الجوقة من رئيس كتلته النيابية محمد رعد إلى بقية الأزلام والمحاسيب، لا سيما إبراهيم الموسوي الذي نزل مع بعض المحازبين للمطالبة بعدد ممن يتخذون صفة صحافيات وهم يخونون كغيرهم من جماعة الحزب محطات تلفزة وناشطين ومواطنين يعارضون أداء الحزب الإلهي وتصرفاته.

هذا الأمر يؤكد أن خسارة الحزب الحرب مع إسرائيل ونتائجها الكارثية عليه، ثم أتت خسارة سوريا وفرار رأس النظام بشار الأسد وسقوط أركان نظامه وتغيير الذي حصل، كانت الضربة القاصمة له ولإيران، واللذين لم يستوعبا حتى تاريخه ما حدث، بل يُكابرون ويحاولون تخطي ذلك. لكن في الواقع، الأزمة كبيرة ومميتة، فالهلال الشيعي الذي عملت عليه إيران وصرفت ما يزيد عن مئة مليار دولار من أمام مواطنيها وعلى حسابهم، قد تبخرت في ليلة ظلماء وسببت كابوساً لم تصحُ منه قيادة طهران ومرشدها خامنئي. كما أن حزب الله، نتيجة الخسائر الكبيرة التي تكبدها، أصاب قياداته بعقم في التفكير، حتى أصبحت بحاجة إلى مصحات نفسية للمعالجة لفترات قد تطول، ويصحو خلالها القادة في الحزب على أنهم فاقدو الذاكرة وعديمو القدرة على القيادة والإدارة.

إذن، ثمة متغيرات أصابت المنطقة لن يصحو منها حزب الله والقائمون عليه، ومعهم القيادة الإيرانية الحالية في طهران، والتي قد تتعرض لضربة تطيح ببرنامجها النووي، وبالتالي تُصبح معرضة لحركة ثورية من شعوب إيران فتطيح بحكم الملالي وما خلفهم من حرس ثوري ومنظرين، فتتحرر إيران وينتهي هذا الكابوس الذي حكم المنطقة العربية لسنوات طوال.

(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News