يوسف يونس


تتسلّط كل الأضواء على المشهد اللبناني، وبالأخصّ على جلسة التاسع من كانون الثاني القادم، مع توقّع أنها ستكون جلسة "مثمرة" كما يصوّرها البعض، وبأن محضر تلك الجلسة سينصّ على انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية.

قد تكون هذه التصورات مؤثّرة وضاغطة على صانعي القرار، لكنها نابعة عن جهات داخلية تعبّر عن موقفها حيال السباق الرئاسي، إنّما لا تشكّل وزنة ثقيلة لتقلب ميزان القوى بدورها. وسيسمع اللبنانيون لكتلة من هنا تؤيّد "فلان"، أو أن لتلك الكتلة سلّة من الأسامي، لكنهم في هذه المرحلة ما يفعلونه فقط هو ممارسة حقّهم الديمقراطي في المشاركة السياسية.

إنّما اللعبة السياسية يحدّدها فريقان كبيران يمثّلان اصطفافين حيث تندرج في إطارهما الكتل والأحزاب والأفراد. الفريق الأوّل هو المعارضة، ويشمل كتلة وازنة تتمثّل بحزب القوات اللبنانية، مع الإشارة إلى أنّ اللقاءات والزيارات مع رئيس الحزب سمير جعجع في نشاط مستمرّ بحسب ما يُعلن، وفي هذا اعتراف لدور القوات في تسمية ودعم المرشح الرئاسي وقدرة القوات على ايصاله من معراب إلى بعبدا.

والفريق الآخر يتمثّل بالثنائي الشيعي، إلّا أن الضاحية تعيد ترتيب أمورها لتوكّل في هذه الفترة رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليقود الإستحقاق الرئاسي، والجدير بالذكر أن عين التينة تعمّ بالزيارات أيضاً في سبيل اقناع الرئيس برّي بشخصية مرضية لهذا الفريق، خصوصاً أن مرشّحهم التفضيلي سليمان فرنجية أصبح في ظلّ التطورات السياسية خارج مضمار السباق.

حتّى اليوم، لا يوجد اسم جدّي وواضح من أيّ من الفريقين، وبالفعل أن الأسماء المطروحة على الهوامش قد تقترب من دائرة الترشيح الجدّي إذا تمّ تبنّيهم إمّا من معراب، إمّا من عين التينة. وبالتالي ينتظر الإخرون هذه الترشيحات ليصطفّوا إذاً إلى جانب أحد الفريقين.

(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News