تشهد العلاقات اللبنانية-السورية مرحلة جديدة من الانفتاح بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، مع فتح قنوات اتصال مباشرة بين الدولة اللبنانية والحكومة السورية المؤقتة. وفي تطور لافت، أكدت "هيئة تحرير الشام" استعدادها للتعاون الأمني مع لبنان وطي صفحة الخلافات الماضية، ما يمهد لعلاقات ثنائية أكثر استقراراً في المرحلة المقبلة.


في تطور جديد يعكس تغييراً في طبيعة العلاقات بين لبنان وسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، فتحت قنوات اتصال مباشرة بين الدولة اللبنانية والحكومة السورية المؤقتة. وأكد دبلوماسيون أن قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، نقل رسالة إلى القيادات اللبنانية مفادها أن الحكومة السورية الجديدة لا تحمل عداوة للدولة اللبنانية، معتبرة أن الخلاف كان مع "حزب الله" بسبب انخراطه في الصراع السوري.

وأوضح مصدر مقرب من رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن الأخير تلقى الرسالة بإيجابية، وبدأ خطوات عملية لإقامة علاقات سليمة مع سوريا. وشملت هذه الخطوات إصدار تعليمات للتعاون مع "هيئة تحرير الشام" لضمان الأمن على الحدود، حيث عُقد اجتماع تنسيقي بين الوفدين في معبر المصنع لبحث سبل التعاون الأمني المشترك.

وأشار المصدر إلى أن الحكومة السورية الجديدة أبدت استعدادها لطي صفحة الخلافات السابقة، بما في ذلك مع "حزب الله"، مؤكداً أن الهيئة سهّلت انتقال مقاتلي الحزب وعائلاتهم من سوريا إلى لبنان دون أي صدامات.

وفي سياق متصل، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية زيارة استكشافية إلى تركيا، حيث التقى الرئيس رجب طيب إردوغان لبحث مستقبل الأوضاع في سوريا. وأكد الوزير السابق رشيد درباس أن الجانب اللبناني ما زال حذراً من احتمال اندلاع فوضى في سوريا وتأثيرها على لبنان، رغم الخطوات الإيجابية الأخيرة.


المصدر : الشرق الأوسط