مع اقتراب عيد الميلاد، تبدو مشاهد التسوق في لبنان مختلفة عن السنوات الماضية، حيث تفرض الأزمة الاقتصادية الراهنة واقعًا جديدًا على المجمعات التجارية والأسواق المفتوحة. وبينما تظل حركة الشراء قائمة، فإنها تأتي وسط تغييرات في السلوكيات الشرائية وأثر واضح لتراجع الثقة بالنظام المصرفي.


تشهد المجمعات التجارية والأسواق المفتوحة في لبنان حركة متفاوتة عشية عيد الميلاد، إذ تبدو الأنشطة التجارية أقل نشاطًا مما كانت عليه في السنوات التي سبقت الأزمة الاقتصادية عام 2019. ورغم ذلك، تستمر بعض القطاعات في تحقيق حركة نقدية نشطة وسط تحديات تشغيلية وضغوط اقتصادية.

انخفاض في الازدحام بالمجمعات التجارية  
لاحظ الزوار غياب المشاهد المعتادة مثل صعوبة إيجاد مواقف السيارات وامتداد ساعات العمل في المحال التجارية لما بعد العاشرة مساءً، وهي ظاهرة كانت شائعة خلال هذا الموسم. كما تراجع الازدحام على صناديق الدفع وخدمات تغليف الهدايا، ما يعكس تغيّرًا في طبيعة التسوق.  

تقليص التكاليف التشغيلية  
يعزو مراقبون هذا التراجع إلى رغبة التجار في تقليص التكاليف التشغيلية، مثل استهلاك مادة المازوت المستخدمة في المولدات الكهربائية، وخفض تكاليف العمل الإضافي للموظفين.  

نشاط في الأسواق المفتوحة  
رغم انخفاض النشاط في المجمعات التجارية، تشهد الأسواق المفتوحة حركة ملحوظة، مع تسجيل طلب مرتفع على الهدايا والمنتجات الأساسية، ما أدى إلى نفاد بعض السلع من المتاجر. وتشير مديرة قسم التسويق في إحدى الشركات الكبرى إلى أن ارتفاع الطلب دفع العديد من المستهلكين للتسجيل في قوائم انتظار دون دفع مسبق، بسبب نقص الكميات المتوفرة.  

الإنفاق النقدي بدلاً من البطاقات المصرفية  
مع تراجع الثقة بالنظام المصرفي، أصبحت الأوراق النقدية وسيلة الدفع الأكثر استخدامًا، حيث لجأ البعض إلى تقديم بطاقات هدايا مدفوعة نقدًا كخيار بديل للهدايا التقليدية.  

تزايد الطلب على الطعام ليلة الميلاد  
سجلت المطاعم ومقدمو خدمات الطعام إقبالًا كثيفًا، خصوصًا المؤسسات الصغيرة التي استفادت من عدم قدرة المؤسسات الكبرى على تلبية الطلب المتزايد. واعتذرت بعض الشركات الكبرى عن توفير خدمات التوصيل أو استلام الطلبات الجديدة بسبب تجاوز طاقتها الاستيعابية.  

نشاط في المطارات وسط الدمار  
من جهة أخرى، تشهد مطارات لبنان ازدحامًا ملحوظًا مع توافد المغتربين لقضاء العيد مع عائلاتهم. وفي المقابل، ما زالت مناطق عديدة، مثل الضاحية الجنوبية لبيروت وأجزاء من الجنوب والبقاع، ترزح تحت وطأة الدمار دون أي جهود لإزالته، ما يعكس التناقضات العميقة التي يعيشها لبنان في موسم الأعياد.


المصدر : وكالات