وسيم جانبين


العقيد أحمد خير بك، الرجل الثالث في مكتب الأمن في الفرقة الرابعة بعد العميد غسان بلال والعميد حسين مريشي، يُعد من أبرز الشخصيات العسكرية في النظام السوري. وُلد في مصياف ويبلغ من العمر حوالي 45 عاماً. يشغل منصب ضابط أمن الفرقة الرابعة، التي تتخذ من السومرية مقراً لقيادتها، وكان يُعتبر صاحب القرار الأول في العديد من الملفات الحساسة بعد ماهر الأسد.

اشتهر خير بك بدوره في إصدار أوامر التحويل إلى سجن صيدنايا والمحاكم الميدانية. وكانت إشارات "الإكس الأحمر" التي يضعها على أضابير المعتقلين تعني وضعهم في خانة الإعدام، مانعةً أي وساطة للإفراج عنهم. ومن بين هؤلاء: فواز رجب، مروان عبدالله، مازن عبدالله، زياد حمادة، طلال بلان، ياسر بلان، مصطفى بطح، تيسير بلان، علاء شاهين، ومازن حمادة وكثيرون غيرهم.

زياد حمادة، أحد الموقوفين المحالين إلى صيدنايا للمحاكمة الميدانية (أي تنفيذ حكم الإعدام)، تمكن ذووه من دفع مبلغ ضخم وصل إلى مليار ليرة سورية مقابل نقله إلى سجن عدرا وتأجيل تنفيذ حكم الإعدام بحقه. لاحقاً، نال زياد حريته بعد اقتحام سجن عدرا من قبل الثوار  عند انهيار النظام السوري، في واحدة من أبرز اللحظات التي عكست انهيار القبضة الأمنية للنظام.

أحد المعتقلين المحررين، الذي قضى 13 عاماً في السجن قبل أن يخرج في عملية التحرير، يُعد شاهداً حياً على الجرائم المرتكبة هناك. يروي لموقع transparency news شهادات صادمة عن محقق يُدعى "كومنت"، كان يعمل تحت إمرة خير بك، حيث كان يقوم باغتصاب الفتيات المعتقلات أمام أعين خير بك، الذي لم يتدخل لإيقاف تلك الجرائم بل كان شاهداً عليها دون أي اعتبار للإنسانية.

بعض المعتقلين الآخرين، مثل فواز رجب، مصطفى بطح، ومازن عبدالله، تم إنقاذهم بسبب عملية تبادل أسرى مع الجيش الحر، حيث أُفرج عن 6 موقوفين إيرانيين مقابل الإفراج عنهم، إلا أن خير بك طلب من ذوي الموقوفين الثلاثة أن يدفعوا مبلغ 7500 دولار عن كل موقوف لتسهيل خروجهم.

المعلومات تشير إلى أنه ومع تصاعد التوتر وسقوط النظام، قام خير بك بتهريب زوجته إلى دبي عبر مطار بيروت قبل يوم واحد من سقوط النظام، بمساعدة سائقه ذو الفقار، عبر سيارة دفع رباعي سوداء تحمل لوحة لبنانية، يرافقها سيارة تويوتا تحمل لوحة سورية.

داخل سوريا، كان لخير بك سمعة مخيفة؛ استولى بالقوة على أراضٍ في الصبورة وبنى عليها فيلتين، إضافة إلى احتلاله ثلاث فلل في قرى الأسد. المنطقة بأسرها كانت تعيش في رعب عند ذكر اسمه، حيث كان يتحكم بالشبيحة والمدنيين العاملين تحت إمرته.

أحمد خير بك، الذي خُطف أمس في بيروت من جهة مجهولة، كان شخصية محورية في جهاز القمع للنظام السوري، وتحوم حوله العديد من القصص التي توثق انتهاكاته وسلطته المطلقة في ظل غياب القانون.

(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News