دراسة تحذر: البلاستيك الدقيق يهدد حياتنا من الداخل
30-12-2024 09:28 AM GMT+02:00
أظهرت دراسة حديثة أن البلاستيك الدقيق، الذي يتم إنتاجه سنويًا بمعدل يزيد عن 460 مليون طن على مستوى العالم، يشكل تهديدًا صحيًا متزايدًا. وتوصل الباحثون إلى ارتباطات واضحة بين هذه الجزيئات البلاستيكية الصغيرة، التي لا تُرى بالعين المجردة، وبين مجموعة من الأمراض الخطيرة مثل العقم وسرطان القولون وضعف وظائف الرئة.
في الدراسة التي أُجريت من قبل فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، تم مراجعة أكثر من 3000 دراسة علمية تناولت تأثير البلاستيك الدقيق على الصحة. ووجد الباحثون أن هذه الجزيئات البلاستيكية الصغيرة تنتشر في الهواء، التربة، الماء، والطعام، بل وتدخل إلى أجسامنا دون أن نشعر، عبر التنفس أو الأكل أو الشرب.
النتائج أظهرت تأثيرات سلبية عدة، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون نتيجة تعطيل البلاستيك الدقيق للطبقة المخاطية الواقية في القولون. كما تبين أن البلاستيك الدقيق يؤثر على التوازن الهرموني، ما يساهم في تقليل جودة الحيوانات المنوية، كما يضر بالمبايض والمشيمة، مع زيادة خطر الولادة المبكرة. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ تأثيره السلبي على الرئتين، حيث يؤدي إلى التهاب المجاري الهوائية، مما يعزز تطور الأمراض التنفسية المزمنة.
ورغم أن البلاستيك الدقيق يُعتقد أنه يتركز في المناطق الحضرية والصناعية، إلا أنه وُجد أيضًا في بيئات نائية، مثل القارة القطبية الجنوبية والمحيطات العميقة. نظراً لحجمه الصغير، يمكن لهذه الجزيئات أن تدخل الجسم بسهولة وتنتقل عبر الأنسجة لتترسب في أماكن مثل الكبد والمشيمة وحليب الأم.
ويحذر العلماء من أن إنتاج البلاستيك على مستوى العالم سيتضاعف بحلول عام 2060، ما يزيد من المخاوف بشأن تأثيراته الصحية. ودعوا إلى اتخاذ إجراءات فورية من قبل صناع القرار لتقليص التعرض لهذا التلوث البيئي الخطير.
الدراسة التي نشرت في مجلة ACS Publications Environmental Science & Technology تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير سياسات تنظيمية للحد من تأثير البلاستيك الدقيق على الصحة العامة.
المصدر : روسيا اليوم