تشهد الحدود الجنوبية للبنان تصعيداً ميدانياً متواصلاً، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. وبين مطالب متبادلة بالانسحاب وتطبيق الاتفاقات الدولية، يبدو الوضع مفتوحاً على مزيد من التعقيد في ظل غياب الحلول السياسية.


لا تزال المنطقة الجنوبية في لبنان تشهد توترات، حيث يتصرف الجيش الإسرائيلي وكأن اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، أو بالأحرى مع حزب الله، لم يدخل حيّز التنفيذ. الغارات والعمليات الميدانية الإسرائيلية مستمرة يومياً، مستهدفة قرى ومنازل جنوبية.

أمس، نفذت مسيّرة إسرائيلية غارتين على منطقة الرومية الواقعة بين بيت ليف وياطر، فيما قام الجيش الإسرائيلي بعمليات تمشيط مكثفة بالأسلحة الرشاشة في المناطق الممتدة بين ياطر وبيت ليف ورامية. كما توغلت قوة إسرائيلية داخل بلدة بيت ليف، حيث شوهدت الآليات بالقرب من خزان المياه، فيما استمرت الطائرات الحربية والاستطلاعية في التحليق فوق القطاعين الغربي والأوسط.

تعتبر تل أبيب أن انسحابها من الأراضي اللبنانية مشروط بتراجع حزب الله وسلاحه شمالي نهر الليطاني. ووفق مصادر سياسية مطلعة، ينتظر حزب الله بدوره انسحاب الجيش الإسرائيلي لاتخاذ خطوة مماثلة، بينما يترقب الجيش اللبناني انسحاب الطرفين ليباشر انتشاره الكامل جنوباً.

في ظل هذا التعقيد، يدور جدل حول تطبيق الاتفاق الذي وقعته الدولة اللبنانية، والذي يفترض أن يضمن سيطرة الجيش اللبناني الكاملة على الجنوب دون وجود أي ميليشيات أو قوات أجنبية. إلا أن مصادر عربية تشير إلى احتمال تمديد مهلة وقف إطلاق النار المحددة بـ60 يوماً إلى شهر أبريل المقبل، في حال استمرار المماطلة الإسرائيلية.

وتربط تل أبيب تنفيذ الاتفاق بتشكيل حكومة لبنانية مكتملة الصلاحيات وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع ضمان التزام لبنان بترسيم الحدود وتنفيذ القرارات الدولية، ضمن إطار مشروع "السلام الشامل" في المنطقة الذي ترعاه الولايات المتحدة.


المصدر : وكالات