يواصل الجيش الإسرائيلي انتهاكاته الميدانية والسياسية عبر تنفيذ سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير المنازل وتهجير السكان، تحت ذرائع أمنية واهية. ورغم انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق، لا تزال خروقاتها تعرقل انتشار الجيش اللبناني بشكل كامل، في مشهد يعكس تحديًا واضحًا لقرارات وقف الأعمال العدائية. وفي الوقت الذي يعمل فيه الجيش اللبناني على تأمين المناطق المحررة وتفكيك الذخائر غير المنفجرة، تتصاعد التحركات العسكرية الإسرائيلية، لتؤكد أن الاستقرار في الجنوب لا يزال بعيد المنال.


يواصل الجيش الإسرائيلي سياسة التدمير وتفجير المنازل في القرى الحدودية التي لا يزال يحتلها، مما يعطل دخول الجيش اللبناني إلى بلدة الناقورة، التي كان من المفترض أن تنسحب منها القوات الإسرائيلية، لكن ذلك لم يحدث بعد.

أثناء زيارة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، إلى بلدة الخيام التي كانت قد انسحبت منها القوات الإسرائيلية وبدأ الجيش اللبناني في الانتشار بها، استمر الجيش الإسرائيلي في خروقاته وعمليات تفجير المنازل وتدميرها. وكان الجنرال يرافقه ضابط من الجيش اللبناني، وقاموا بجولة في منطقة جنوب الليطاني، حيث أعرب عن إعجابه بحرفية الجيش اللبناني وجهوده المستمرة في توفير الأمن وتفكيك الذخائر غير المنفجرة لضمان عودة المواطنين اللبنانيين بأمان إلى منازلهم.

وفي بلدة الناقورة، استمرت الخروقات الإسرائيلية يث هدمت جرافات الجيش الإسرائيلي العديد من المنازل في البلدة، مما أخر دخول الجيش اللبناني إليها. تم اتخاذ تدابير أمنية مشددة، بما في ذلك وضع عوائق أسمنتية على الطرق المؤدية إلى البلدة. وتواصل فرق الهندسة في الجيش اللبناني مسح المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية في بلدات مثل شمع والبياضة.

من ناحية أخرى، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات تمشيط واسعة النطاق في عدة مناطق حدودية، بما في ذلك بلدتَي بني حيان وطلوسة، حيث استخدم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في هذه العمليات، وأدى ذلك إلى تفجيرات واسعة في المنطقة. كما استمر الجيش الإسرائيلي في منع العودة إلى العديد من القرى الجنوبية بحجة تدمير مواقع ومنصات عسكرية لـ«حزب الله»، بينما ظل الطيران الإسرائيلي يحلق بشكل مكثف فوق أجواء مناطق مختلفة في الجنوب.

 

 


المصدر : الشرق الأوسط