يشهد شمال سوريا تصعيداً عسكرياً ملحوظاً في الأيام الأخيرة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا و"قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، بالإضافة إلى قصف متبادل بين الطرفين وسط تحركات عسكرية دولية وإقليمية.


وتركزت الاشتباكات في محيط سد تشرين وجنوب شرقي منبج بريف حلب الشرقي، حيث شنّت الفصائل الموالية لتركيا هجوماً واسعاً على قرى جنوب منبج وشرقها، بدعم من طائرات مسيرة ومدرعات ودبابات تركية حديثة. وذكرت "قسد" أنها تصدت للهجمات، حيث قُتل عدد من عناصر الفصائل وتدمير آليات عسكرية تابعة لهم.

أسفرت هذه المعارك عن مقتل 12 عنصراً من "قسد" وإصابة 8 آخرين، بالإضافة إلى مقتل 50 عنصراً من الفصائل المدعومة من تركيا. كما استهدفت الطائرات التركية المسيّرة محطة الكهرباء في بلدة الجرنية بريف الطبقة، ما ألحق أضراراً مادية كبيرة. وعلاوة على ذلك، استهدفت المدفعية التركية بلدة أبو راسين وريف تل تمر شمال غربي الحسكة.

التحركات العسكرية الدولية والإقليمية

على الصعيد العسكري الدولي، واصل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إرسال تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرة "قسد" في عين العرب (كوباني) والحسكة. حيث أرسلت الولايات المتحدة رتلين عسكريين إلى شمال شرق سوريا، أحدهما عبر إقليم كردستان العراق والآخر من قواعدها في تل بيدر وقسرك. في ذات السياق، أجرى قائد القوات البرية التركية، الجنرال سلجوق بيرقدار أوغلو، زيارة تفقدية للوحدات التركية المنتشرة على الحدود مع سوريا.

أما على الصعيد السياسي والاقتصادي، زار وزير التجارة التركي، عمر بولاط، البوابات الحدودية بين تركيا وسوريا في ولاية هطاي، حيث أكد على أهمية هذه المعابر في تسهيل التجارة مع سوريا ودول الشرق الأوسط. كما أشار بولاط إلى تسارع عملية عودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم.

وفي سياق آخر، بحث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع نظيره الأوكراني، أندريه سيبيها، الأوضاع في كل من أوكرانيا وسوريا، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية.


المصدر : وكالات