الرئاسة وألاعيب الرئيس نبيه بري
05-01-2025 10:26 AM GMT+02:00
ثمة أزمة مستعصية تواجهها المعارضات التي لم تتفق يوماً على أي موضوع حساس أو استراتيجي، بل تمارس الترف السياسي، بينما الثنائي الذي يصادر قرار الطائفة
الشيعية والمرتهن للخارج يمارس أعماله، والتي ينجح فيها دوماً، بدءاً من وضع اليد على البلاد بكاملها واحتكار قراري الحرب والسلم. في المقابل، تمارس المعارضة ترفها السياسي في اجتماعات وبيانات ومواقف معظمها ردود فعل على أعمال الثنائي.
في أخبار الأمس، صدر موقف عن د. سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، رافضاً مقترح الموفد السعودي يزيد بن فرحان بترشيح العماد جوزيف عون، قائد الجيش، لرئاسة الجمهورية، مما أعطى مشروعية للثنائي الذي صرح باسمه الرئيس بري، معبراً عن رفضه أيضاً دعم ترشيح قائد الجيش.
إذاً، لا تلوموا المعارضة غداً، في التاسع من كانون الثاني، إن أثمرت ألاعيب الرئيس بري في انتخاب رئيس ضعيف ومطواع بيده وبيد حليفه حزب الله. بذلك تكون المعارضات قد سلمت رئاسة الجمهورية لست سنوات أخرى لتكون حبيسة تحالف الثنائي مع رئيس التيار العوني، جبران باسيل. وحينها، كل عويل وندب من قبل المعارضات لن يجدي نفعاً، لأنهم بأيديهم سلموا الجمهورية اللبنانية لطرفي الممانعة نتيجة عدم اتفاقهم على شخصية سيادية ومجربة كالقائد جوزيف عون.
منذ ما يزيد عن سنة ونيف، والمعارضات تجتمع وتبحث في مواصفات الرئيس، ولم تتفق يوماً على اسم شخص بعينه وتقول هذا مرشحنا لرئاسة الجمهورية. على العكس، الممانعة أعلنت منذ اليوم الأول ترشيح سليمان فرنجية وتمترست خلفه، وفي آخر جلسة انتخاب في الرابع عشر من حزيران 2022، أمنت له ما يزيد عن خمسين صوتاً. أما المعارضات، مجتمعة مع كتلة اللقاء الديمقراطي، وفرت خمس وخمسين صوتاً لجهاد أزعور، رغم تقاطعها مع كتلة النائب جبران باسيل.
هذا يبرز أن ثنائي الممانعة مع يتامى النظام السوري البائد سيكونون قادرين على انتخاب رئيس للجمهورية في الدورات الثانية بـ65 صوتاً، خصوصاً إذا علمنا أن الرئيس بري دعا السفراء الأجانب المعتمدين في لبنان بالإضافة إلى المبعوث الأمريكي آموس هوكستين لحضور الجلسة، وصرح بأن جلسة التاسع من الشهر الجاري ستكون متتالية إلى أن يتم انتخاب رئيس.
بذلك تكون المعارضات، ومن خلال إضاعتها فرصة الاتفاق على شخص للرئاسة، قد سلمت البلاد مرة جديدة لثنائي الممانعة وما يتلطى بجانبه من يتامى النظام السوري البائد لست سنوات قادمة. حينها، لا ينفع معها البكاء والعويل والنحيب والتصريحات والمواقف الرنانة، بل الأجدى بها أن تقيم جلسات لندب حظها وسوء مواقفها.
(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )
المصدر : Transparency News