بعد تلقيها ضربات قوية خلال العام الماضي، تسعى إيران لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة من خلال إعادة ترميم أذرعها الاستراتيجية.


وفي هذا السياق، كشف مصدر مسؤول في "فيلق القدس" عن أن إيران بدأت عملية ترميم شاملة لـ"بيت المقاومة" في المنطقة، تشمل إعادة ترتيب لقادة الفيلق التابع للحرس الثوري، ونقل العديد من قادة المقاومة لتأمينهم، مع استثناء الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الذي رفض مغادرة لبنان.

وأوضح المصدر أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولة إيران لمواجهة التهديدات الأمنية والكشف عن اختراقات وجواسيس يعملون لمصلحة إسرائيل أو القوى المعادية. وأشار إلى أن إيران طالبت من "حزب الله" وفصائل المقاومة في العراق وسوريا التوقف عن أي تحركات لحين الكشف عن هذه الاختراقات، حتى وإن كان ذلك يعني تقليص قدرات جبهة المقاومة مؤقتًا.

وكشف المصدر عن أن الوضع على المدى الطويل أصبح أكثر مصلحة لصالح جبهة المقاومة، إذ ارتفع عدد المتطوعين للانضمام إلى الحرب في غزة والضفة الغربية إلى أكثر من 150 ألف متطوع، مما يشير إلى رغبة واسعة في دعم القضية الفلسطينية، بما في ذلك من دول غربية.

من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع الإيرانية أنها ضاعفت إنتاج الصواريخ البالستية، لا سيما الصواريخ الفرط صوتية، عشرة أضعاف عن العام الماضي. كما أكدت على زيادة إنتاج المسيّرات المتطورة ذات القدرة العالية على المناورة والتدمير، في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرة الدفاعية الهجومية في مواجهة التهديدات الخارجية.

ووفقًا للمصدر، فإن إيران تمكنت من إنتاج صواريخ خارقة للدروع والخرسانات التي يمكن استخدامها لاستهداف أهداف استراتيجية مثل حاملات الطائرات والبوارج الحربية، في خطوة تهدف إلى تعزيز قوتها الردعية.

وأشار المصدر إلى أن طهران اعتمدت على تجار السوق السوداء لشراء الأسلحة التي تسد حاجة "حزب الله"، خاصة بعد أن خسرت العديد من أسلحتها التقليدية في حربها مع إسرائيل، مع التركيز على الأسلحة الأميركية والأوروبية التي يتم تهريبها إلى الأسواق.

وفي إطار هذه الاستراتيجية، أوضح المسؤول أن إيران تواجه تحديات في تخزين كميات الصواريخ والمسيّرات المنتجة حديثًا، لذا بدأ بيع الأجيال الأولى والثانية من هذه الأسلحة إلى دول أخرى ضمن عقود بيع لتخفيف الضغوط على مخازنها.

 


المصدر : وكالات